تحذير أممي من مخاطر الذخائر المتفجرة في غزة والضفة الغربية    الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم التدمير والإبادة    الأمم المتحدة: أكثر من 423 ألف نازح عادوا إلى شمال قطاع غزة    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    نشيد بمسار الحوار الوطني مع الطبقة السياسية وانفتاحه    عرقاب يبحث مع نائب وزير الطاقة الروسي حالة علاقات التعاون بين شركات البلدين وآفاق تعزيزها    الجزائر/إيطاليا: آفاق شراكة اقتصادية بين الجماعات المحلية للبلدين مستندة على الروابط التاريخية المتميزة    إبراز جهود الجزائر في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة    بوغالي يمثّل رئيس الجمهورية في الطبعة الثالثة بأكرا    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    رسالة امتنان من خطيب الأقصى للرئيس تبون والشعب الجزائري    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    السيدة مولوجي تشرف على لقاء عمل مع المدراء الولائيين للولايات الجنوبية العشر المستحدثة    عنابة: تأكيد على ضرورة مواكبة قطاع التأمين للديناميكية التنموية بالبلاد    قال إنه يهدف لتجاوز الدور الأول من "كان 2025"..بيتكوفيتش يبعد الضغط عن "الخضر"    رياض محرز يحصد جائزة أفضل هدف في دوري روشن    رد حاسم..هل ينتقل حاج موسى لمنافس فينورد القادم؟    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    المركز الإستشفائي الجامعي بباتنة : فتح الوحدة الجهوية لقسطرة القلب وإجراء 4 عمليات ناجحة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    توقيع اتفاقية تعاون بين الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ومجمع الحليب "جيبلي"    عطاف يستقبل الأمين العام المساعد المفوض للشؤون السياسية والسياسة الأمنية لحلف شمال الأطلسي    كرة القدم: اختتام ملتقى "الفيفا" حول تقنية حكم الفيديو المساعد بتيبازة    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    رابطة مجالس الشيوخ والشورى "آسيكا" تدين تدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    تنافس شرس حول عرض أجْوَد التوابل    السلطات عبر الولايات استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك    تفكيك شبكة إجرامية دولية ينطلق نشاطها من دول أجنبية    الآلية تبرز مدى التكامل بين الدولة وبين جميع مؤسساتها    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    وزير الثقافة والفنون ووالي ولاية لجزائر يشرفان على جلسة عمل حول المخطط الأبيض ضمن النظرة الاستراتيجية لتطوير وعصرنة العاصمة    وزارة الصحة: إنشاء لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية على مستوى الوزارة    60 عملية جراحية لاستئصال سرطان الكلى بوهران    الذكرى ال 68 لإضراب الثمانية أيام: معارض ومحاضرات ومعاينة مشاريع تنموية بغرب البلاد    صحة: أيام تكوينية حول رقم التعريف الوطني الصحي    غريب يدشن وحدة جديدة لإنتاج الأدوية المضادة لداء السرطان    قِطاف من بساتين الشعر العربي    عبادات مستحبة في شهر شعبان    اختتام مسابقة جائزة الجزائر للقرآن الكريم    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    أحكام خاصة بالمسنين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكشافة الإسلامية الجزائرية تخترق أسوار السجون لضم المحبوسين إليها
حوار مع القائد بغداد منير، المنسق الولائي بالبليدة:
نشر في الفجر يوم 02 - 03 - 2014

"الفجر" تبحث في الإتفاقية التي حررت المحبوس من العزلة وحضرته لفترة ما بعد الإفراج
جهود إصلاحية في سبيل تنفيذ مبدأ "أنسنة" السجون
تحويل المحبوسين إلى مواطنين صالحين وأوفياء لمجتمعهم أثناء فترة السجن وما بعدها حتى لا يعودوا إلى ما كانوا عليه قبل دخولهم المؤسسة العقابية، خاصة فئة الأحداث الذين هم محور العملية التربوية، مهمة صعبة استلزمت تكاثف جهود جبارة من مستخدمي قطاع العدالة، وعلى وجه الخصوص العاملين في إدارة السجون وإدماج الأحداث والقيادات الكشفية، تنفيذا للإتفاقية المبرمة بين الكشافة الإسلامية الجزائرية والمديرية العامة لإدارة السجون. وقد أظهرت هذه التجربة الرائدة في العالم العربي قدرة وكفاءة الإطارات الكشفية وقوة برامجها. الكشافة الإسلامية الجزائرية هي جمعية وطنية تربوية تطوعية مستقلة شبه عسكرية ذات منفعة عامة، بموجب المرسوم الرئاسي رقم 03 - 217 الصادر في 19ماي 2003، تهدف إلى المساهمة في تنمية قدرات الأطفال والفتية والشبان روحيا وفكريا وبدنيا واجتماعيا ليكونوا مواطنين صالحين لمجتمعهم، كما تساهم في خدمة وتنمية المجتمع في كل الأحوال والظروف، وغرس المبادئ الإسلامية والقيم الوطنية ومفهوم المسؤولية، وشحذ الحس المدني لدى الفتية والشباب.
اعتمدت الدولة الجزائرية على سياسة راشدة في مجال إصلاح العدالة بإعداد ترسانة هائلة من القوانين التي تتجلى فيها حقوق الإنسان، على غرار قانون الإجراءات الجزائية وقانون العقوبات وقانون تنظيم السجون وإعادة إدماج المحبوسين.. الشيء الذي جعل فئة واسعة من الحقوقيين يعتبرون الجزائر من الدول التي تحمي حقوق الإنسان فعلا وليست من الدول التي تعززها بشعارات واهية..
ومن أهم المعايير المعتمدة، والتي تبرز مدى احترام الدول لنظرية حقوق الإنسان، وضعية السجون والمعاملة التي يتلقاها النزلاء ومدى أنسنة هذه الأخيرة وملاءمتها مع الظروف التي تليق بالكائن البشري، إذ خطت وزارة العدل خطوات كبيرة في هذا المجال، حيث تحول السجن إلى مكان لاكتشاف المواهب والطاقات البشرية والفكرية، وأصبح ورشة للتكوين القصير والطويل المدى الذي يرمي إلى التخلص من الترعة الإجرامية للنزلاء، وهذا بشهادة المنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية المتخصصة بهذا المجال. وعليه نذكر أهم ما جاء به القانون 04-05 المؤرخ في 6 فيفري 2005 المتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين.
سطرت وزارة العدل، ممثلة في المديرية العامة للسجون، خطة واسعة الأهداف تسعى من خلالها إلى إشراك المجتمع المدني في عملية أنسنة السجون وإعادة إدماج المفرج عنهم، على غرار الكشافة الإسلامية الجزائرية، التي ساهمت بشكل واضح وفعال في إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين. وبهذا فتحوا المؤسسة العقابية على العالم الخارجي وانتقلوا من فكرة عقاب المحبوس إلى فكرة التكوين والإصلاح، وبالتالي إعادة الإدماج.
وسنحصر من خلال هذا الروبورتاج المجهودات التي تبذلها الكشافة الإسلامية التي قدمت ومازالت تقدم في مجال إعادة إدماج المحبوسين، حيث ارتأت ”الفجر” الإتصال بالأستاذ بغداد منير، المنسق الولائي بالبليدة لإدماج المساجين، والذي استهل حواره بقوله:
”إن الإسلام نص على ضرورة احترام المساجين ومعاملتهم بطريقة تليق بالكائن البشري، فجاء في عديد من المواقف وحث على ذلك، حيث يقول تعالى في سورة الإنسان: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}، كما حرص المصطفى صلى الله عليه وسلم على معاملة الأسرى والسجناء معاملة حسنة ونهى عن التعذيب والإهانة، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ”استوصوا بالأسرى خيرا”، وكان يقول للحراس:”لا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح، وقيّلوهم واسقوهم حتى يبردوا”.
بداية نريد أن تعرّفوا لنا عدة مصطلحات حتى يتمكن القارئ من مواصلة قراءة الموضوع، وهو مطلع مسبقا على معنى كلمتين سنستعملهما كثيرا في موضوعنا:النزلاء وإعادة الإدماج؟
في إجابة مختصرة وواضحة رد محدثنا الأستاذ بغداد عن تساؤلاتنا بقوله إن النزيل أوالمحبوس هو كل من وضع في المؤسسة العقابية من أجل تنفيذ حكم أو أمر قضائي، حيث تعرفه المادة 07 من القانون 05_ 04 المتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين على أنه ”كل شخص تم إيداعه بمؤسسة عقابية تنفيذا لأمر أو حكم أو قرار قضائي”.
أما فيما يخص مصطلح إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، عرفته المادة 112 من قانون تنظيم السجون على أنه مهمة ملقاة على عاتق الدولة ويساهم فيها المجتمع المدني.
ما هو الدور الرئيسي الذي تؤديه المؤسسة العقابية أثناء تمضية النزيل لفترة العقوبة بها؟
في السابق كانت المؤسسات العقابية مكانا مفصولا عن العالم الخارجي يقضي فيها النزيل الفترة المقررة قانونا في ظروف لا يحسد عليها، إلا أنه بعد الإصلاحات المنتهجة من طرف الدولة الجزائرية أصبحت المؤسسات العقابية تعمل على إصلاح النزيل نفسيا وبيداغوجيا، حيث صارت تمكنه من إعادة النظر في الأخطاء التي ارتكبها والإستفادة من فترة السجن من خلال ورشات تكوينية وتأهيلية كالحلاقة والطبخ..إلخ. كما سمحت السياسة الحالية بفتح المؤسسات العقابية على المجتمع المدني ووسائل الإعلام، حتى يطلع الرأي العام على وضعية السجون والسجناء عن قرب. والمؤسسة العقابية تعنى بتلبية احتياجات النزيل بالتنسيق مع الكشافة الإسلامية الجزائرية وعدة فروع وهياكل أخرى، خاصة أن النزيل يحتاج أثناء تواجده داخل المؤسسة العقابية إلى جملة من العوامل النفسية والمادية، منها على سبيل المثال لا الحصر
-أولا الإصغاء، إذ يعد عاملا ضروريا للإتصال مع النزيل، حيث يرى علماء النفس أن الإصغاء وفهم الآخر وقبوله على ما هو عليه أهم الطرق لاكتشاف الشخصية والتعرف عليها، كما يساعد النزيل على إخراج المكبوتات المتراكمة لديه.
- ثانيا: النصح والتوجيه، إذ يحتاج النزيل كذلك إلى إرشاده وتحسيسه بمخاطر بعض الجرائم والآفات الإجتماعية بطرق مختلفة، مثل الحملات التحسيسية والأسالبيع الإعلامية..إلخ.
- ثالثا: العلاج، حيث تحتاج فئة من النزلاء الذين توبعوا على أساس بعض الجرائم إلى علاج مركز وخاص، كالشواذ جنسيا والمدمنين على المخدرات، مثل ما نصت عليه المادة 07 وما يليها من قانون الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية.
- رابعا: التكوين والتأهيل، فقد عزز القانون الجديد الفرص للنزلاء ومكنهم من تطوير قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية باعتبارها من الإحتياجات الرئيسية التي تمكنه من الإستفادة من فترة السجن.
- خامسا الترفيه والترويح عن النفس، حيث يعاب على نظام البيئة المغلقة أنه يضع النزيل في حالة من الإكتئاب والخمول الناتج عن الفراغ الرهيب الذي يعيشه داخل القاعة، الشيء الذي يدفع البعض منهم إلى ارتكاب سلوكات غريبة وغير أخلاقية مثل الوشم على الجلد.. إلخ، لذا فإن فتح المجال للمجتمع المدني وتقديم البرامج يخفف عن النزلاء ويقضي على ذلك الفراغ، الشيء الذي لمسناه من خلال تجاوب نسبة كبيرة جدا مع النشاطات الكشفية.
ما هو دوركم الأساسي في إعادة إدماج المحبوسين أوالنزلاء، كما يحلو للكشافة الإسلامية تسميتهم؟
رعاية المحبوس مهمة منوطة بالكل من دولة ومجتمع مدني، وهي جزء من قيمنا الدينية والوطنية وصورة من صور التضامن الذي يتسم به المواطن الجزائري. أما الدور الذي تؤديه الكشافة الإسلامية في إعادة إدماج المساجين والتي تعني بمتابعة النزلاء ”المحبوسين” أثناء فترة التكوين الذي يتلقونه وإعادة تأهيلهم نفسيا وتربويا وتحضيرهم إلى فترة ما بعد السجن أوالإفراج.
وعملية إعادة الإدماج لا تتوقف على انتظار النزيل أمام باب المؤسسة العقابية أثناء الإفراج عنه، وإنما تدعو إلى تحضيره قبل الإفراج، وذلك يكون أثناء فترة نفاذ العقوبة داخل السجن، أين تقوم الكشافة في هذه المرحلة بلفت انتباه النزيل وربط علاقات تضامنية وأخوية من خلال نقل المبادئ والنشاطات الكشفية التي تعرض إلى الفتية في الأفواج، والتعريف بالمنظمة وتاريخها والأسس التي تقوم عليها، كل هذا مع مراعاة النظام الداخلي للمؤسسة، حيث تسمح الشراكة في هذا المجال للعناصر الكشفية بالدخول إلى المؤسسات العقابية من أجل تطبيق برامج ترمي إلى محاربة الجريمة عن طريق التحسيس والتوعية الروحية لدى النزلاء، على أن ترافق العناصر الكشفية أثناء النشاطات بعون إدارة السجون أو أكثر من أجل التوجيه والحفاظ على النظام.
ما نوع البرامج التي تقدمونها للنزلاء؟ وهل تقومون بهذه النشاطات داخل المؤسسات العقابية أم خارجها؟
النشاطات داخل المؤسسات العقابية تتم في إطار اتفاقية شراكة بين الكشافة الإسلامية الجزائرية ممثلة من طرف القائد العام بن براهم نورالدين، والمديرية العامة لإدارة السجون، حيث يتم تنظيم جملة من البرامج التي تقدمها الكشافة الإسلامية للنزلاء بالمؤسسات العقابية قائلا:
تعتمد الكشافة الإسلامية في المساهمة في إعادة إدماج النزلاء جملة البرامج والنشاطات، وهي كالتالي:
نشاطات داخل المؤسسة العقابية:
1 - نشاطات دائمة:
وهي تلك النشاطات التي يشارك فيها القادة الكشفيين أوالفتية طيلة أيام السنة، كدروس محو الأمية والأشغال اليدوية والدورات الرياضية والدروس التحسيسية.. إلخ.
2 - نشاطات تتعلق بالمناسبات:
وهي تلك النشاطات المتفق عليها بين الكشافة الإسلامية الجزائرية والمديرية العامة لإدارة السجون والمحددة في الرزنامة الخاصة بالأعياد الدينية والوطنية، أين تقوم الأفواج الكشفية بزيارات داخل المؤسسات تقدم من خلالها برامج تتعلق بتلك المناسبات، كما تمس الجانب المعنوي ”نشاطات فكاهية” وجانب التوعية ”نشاطات تتعلق بالآفات الإجتماعية الخطيرة مثل السرقة، المخدرات، الإدمان، العنف والأمراض المتنقلة جنسيا..”.
كل هذا من شأنه المساهمة في التخلص من تلك الآفات التي غرست في مجتمعنا والقضاء على الفراغ الرهيب الذي يعيشه النزيل داخل المؤسسة أثناء فترة السجن. كما يمكن للمنظمة الكشفية تجسيد البرامج النوعية الهادفة مثل: المعارض، المسرح، الأناشيد، فطور جماعي، نظام منظم، عرض أفلام هادفة، مسابقات في الطرز والخياطة..
كما نوه محدثنا إلى أن الإتفاقية تنص في الفقرة الثانية من المادة 08 على أنه لا يرخص إلا للعناصر الكشفية النسوية بالدخول إلى الأجنحة الخاصة بالنساء، سواء تعلق الأمر بنشاطات دائمة أو خاصة بالرزنامة المتفق عليها.
نشاطات خارج المؤسسة العقابية:
تسمح الإتفاقية بتنظيم نشاطات خارج المؤسسة العقابية تحت رقابة قاضي تطبيق العقوبات أوقاضي الأحداث يشارك فيها النزلاء قبل الإفراج عنهم، حسبما تنص المادة 07 من الإتفاقية التي ذكرت البعض منها على سبيل المثال، كالدورات الرياضية مع الكشافين والمخيمات الصيفية وحملات التشجير والحملات التحسيسية والرحلات الخلوية والعلمية. وتنص الإتفاقية في هذا الشأن على أنه يتولى القادة الكشفيون وممثلو المنظمة إعداد البرامج والتكفل والتأطير خلال النشاطات، على أن تتكفل إدارة المؤسسة العقابية أومن يمثل المديرية العامة لإدارة السجون بتوفير الوسائل من نقل وإيواء وإطعام.. إلخ، كما تتولى مهمة الحراسة للنزلاء وتعزيز الجانب الأمني.
تجسيد فكرة المخيمات الصيفية:
تمكن الطرفان في إطار تنفيذ الإتفاقية من تحقيق خطوة عملاقة تعد سابقة أولى من نوعها في تاريخ الحركة الكشفية، وهي فكرة المخيمات الصيفية الخاصة بالنزلاء الأحداث، حيث تعمل لجان إعادة التربية، حسبما ورد في المادة 13 من الإتفاقية على اختيار المشاركين بناء على الشروط المتعلقة بحسن السيرة والسلوك داخل المؤسسة وفترة العقوبة المتبقية. كما تقوم المديرية العامة لإدارة السجون، ممثلة في مديرية البحث، بتوفير كافة الوسائل والإمكانيات المادية من نقل وخيم وكل متطلبات المخيم الكشفي المثالي.
وتسعى المنظمة الكشفية إلى إعداد برنامج يقدم للنزلاء الأحداث بطريقة كشفية ”حياة الخلاء، نظام الطلائع، نظام الشارات..”، مع التأكيد على التحلي بالروح الكشفية التي تتجسد في السمر الكشفي والصيحات والنظام المنظم.. وتسهر على صحة ونظافة الأحداث الموضوعين في المخيم، على أن يلتزم الأحداث المشاركون بالزي الكشفي وفق التقاليدالمعروفة لدى المنظمة.. حيث أثمرت الشراكة مع المديرية العامة لإدارة السجون على تنظيم 7مخيمات صيفية إلى غاية 2010.
أما فيما يخص النشاطات التي تشرف عليها الكشافة الإسلامية الجزائرية بعد فترة السجن فتعتبر الثمرة الحقيقية للعمل الذي يقوم به الشريكان، حيث بعد تحضير النزيل نفسيا وفكريا وعلميا تأتي مرحلة الإفراج، وفي هذا الصدد تنص الإتفاقية في المادة ال 21 على استقبال ومتابعة وتوجيه المفرج عنهم بالتنسيق مع المصالح الخارجية لإعادة الإدماج. كما نصت في المادة 22 على إمكانية متابعة المفرج عنهم من طرف المنظمة الكشفية دون اللجوء إلى المصالح الخارجية لإعادة الإدماج، وذلك عن طريق التنسيق مباشرة مع القطاعات الوزارية والهيئات المتخصصة في المجالات التي لها علاقة بإعادة الإدماج كالتشغيل والتكوين المهني.. إلخ، و مكنت الإتفاقية المنظمة الكشفية من إبرام اتفاقية شراكة مع هذه القطاعات لتسهيل العملية وتخفيف الضغط على المصالح الخارجية لإعادة الإدماج. واسنتاجا لما تم ذكره أعلاه، فإن عملية إعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين يتم عن طريق استعمال كل الطرق والفرضيات أو أي طريق يغني المفرج عنه عن العودة إلى الإجرام، لكن ذلك يتطلب توفير ميكانيزمات وشروط موضوعية كانتداب قادة كشفيين تسند إليهم مهمة متابعة المفرج عنهم من منطلق أن فاقد الشيء لا يعطيه. كما يستوجب الإسراع في إبرام إتفاقيات شراكة مع الهيئات المختصة في مجال التشغيل والتكوين المهني، كما جاء في المادة 22 من الإتفاقية لتسهيل المهمة.
إلا أنه من الناحية العملية نقوم حاليا باستقبال المفرج عنهم في المركز الكشفي ونقوم بمساعدتهم باستخدام العلاقات الشخصية والإمكانيات المحدودة المتوفرة لدينا أو نقوم بتوجيههم إلى المصلحة الخارجية لإعادة الإدماج، باعتبارها هيئة تتوفر على الآليات التي تفتقدها المنظمة الكشفية، وهو الأمر الغالب والحل المطبق مع أغلب الوافدين إلى المركز.
كما تطرقت الإتفاقية في المادة 23 منها إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي خلق جسور اتصال بين المفرج عنهم والمجتمع، حيث تساعده على إعادة التأقلم وتجنب اليأس والنظرة السلبية ضده من طرف المحيط الخارجي، حيث أن تقبل المفرج عنه بعد فترة السجن من طرف المجتمع هو القاعدة الأساسية للتخلص من النزعة الإجرامية. وتسند الإتفاقية هذه المهمة إلى المنظمة الكشفية وتعتبرها aوسيطا بين المفرج عنه والمجتمع.. كل هذا يتم بواسطة السمعة التي تتمتع بها منظمتنا العريقة حيث أن ربط الصلة مع المفرج عنه تجعل المجتمع يثق فيه ويعطيه فرصة أخرى ويساعده على تبييض صورته في الوسط المحيط به. وفي هذا الصدد نود الإشارة أنه لا يمكن أن نفرض أو نجبر المفرج عنه على قبول برنامج ولا يكون إلا طبقا لرغبته الشخصية حسب المادة 25 من الإتفاقية المستوحاة من القانون 05-04 المتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين.
كيف تحضرون لنشاط كشفي داخل المؤسسة العقابية؟
يقوم المنسق الولائي قبل 10 أو 15 يوما عن موعد النشاط بإقتراح برنامج ويقوم بإرسال بطاقة فنية مع الطلب إلى مدير المؤسسة، ويجري اجتماع تنسيقي مع المكلف بمصلحة الإدماج على أنتكون النشاطات تتماشى مع المناسبة، كأن يقترح تنظيم مسابقة لتلاوة القرآن بمناسبة المولد النبوي الشريف، أو حملة تشجير إحياء لليوم العالمي للشجرة.
أما فيما يخص النشاطات خارج المؤسسة العقابية، يرسل طلب مع البطاقة الفنية للنشاط إلى كل من مدير المؤسسة وقاضي تطبيق العقوبات، بالإضافة إلى الشركاء المختصين إذا تطلب الأمر. البرامج المقترحة من طرف الكشافة الإسلامية الجزائرية أثناء المناسبات أو خارجها، تكون على شكل اقتراحات تقدم إلى مدير المؤسسة أو قاضي تطبيق العقوبات الذي يرى مدى تناسبها مع ظروف المؤسسة ونظامها الداخلي حسب نص المادة 08 من الإتفاقية. بعد ضبط البرنامج المتفق عليه يحدد مكان وزمان تنفيذه ويقوم القائد الكشفي بتحضير قائمة المشاركين الذين هم بصدد الدخول إلى المؤسسة العقابية، تحمل إسم ولقب وتاريخ ومكان الميلاد والفوج من أشبال وكشاف وجوالة وقادة، وتودع لدى المكلف بالإستقبال.
ما هي الشروط التي يجب توفرها في المسجون أوالنزيل لاصطحابه لهذه المخيمات؟
هذه المهمة تتولاها إدارة المؤسسة العقابية، وذلك تبعا لمجموعة من الشروط التي يجب توفرها في النزيل إلى جانب حسن سيرته داخل المؤسسة العقابية.
ما هو معدل الأفواج المشاركة على مستوى البليدة؟
هناك 69 فوجا كشفيا بالبليدة، ويشارك سنويا حوالي 15 فوج يوزعون على 3 مؤسسات، وهي كل من البليدة، بوفاريك والقليعة، حسب المناسبات.
ماذا عن تأسيس فوج كشفي داخل مؤسسة عقابية، أعضاؤه وقياداته من الأحداث من المحبوسين؟
في تجربة أولى من نوعها على المستوى العالمي، الأمين العام للمنظمة الكشفية العالمية شيد فكرة تأسيس فوج كشفي أعضاؤه وقياداته من الأحداث المحبوسين تم تأسيس فوج كشفي في 1 نوفمبر 2009 أعضاؤه وقياداته من الأحداث المحبوسين، تؤطره المحافظة الولائية بالبليدة، والتي كانت فكرة عضو في القيادة العامة آنذاك السيد بوطاقة الطيب، وهو حاليا المسؤول الوطني لقسم الكشاف، وهي تجربة أولى من نوعها على المستوى العالمي والتي أشاد بها السيد ”Luck Panisode ”، وهو الأمين العام للمنظمة الكشفية العالمية أثناء زيارته للجزائر والمؤسسة العقابية بالبليدة في 1ديسمبر 2011، حيث تفقد نشاطات أحداث المحبوسين بالزي الكشفي، الذين قاموا بأنشطة كشفية متنوعة، على رأسها استعراضهم لأناشيد وطنية، مسرح ”عرائس الڤراڤوز”، والنظام المنظم، أي استعراض حركات عسكرية كالإصطفاف والتحية إلى غير ذلك.
هل واجهتم صعوبات في تنفيذ فحوى الإتفاقية؟
في هذا الصدد قمنا بإعداد إصدار تحت عنوان ”الأنيس في شرح الإتفاقية المبرمة بين الكشافة الإسلامية الجزائرية والمديرية العامة لإدارة السجون”، حتى يكون دليلا ومنهاجا للقادة الكشفيين ينير طريقهم أثناء العمل داخل المؤسسة العقابية ويتعرف على خصوصياتها، والذي انفرد الموقع الكشفي العربي ”منتدى الكشافة” بنشره حصريا في نهاية سنة 2011.
نشكر جريدتكم على الإهتمام بالموضوع، كما نوجه الشكر إلى موظفي إدارة السجون الذي قدموا لنا كل الدعم من أجل إنجاح المشروع وأظهروا نية صادقة وجادة بغية إعادة إدماج المفرج عنهم في المجتمع، وتحية عطرة إلى كل شبل وقائد ينشط في صمت في هذا الإطار. وختاما ندعو كل شخص تم الإفراج عنه من المؤسسة العقابية بأن يتصل بالمراكز الكشفية لإعادة الادماج التابعة للمحافظات الولائية للكشافة الاسلامية الجزائرية على المستوى الوطني أوالإتصال بالمصالح الخارجية لإعادة الإدماج التابعة لوزارة العدل، والتي توفر لهم المساعدة المادية والمعنوية حسب الحالة في إطار ما يسمح به القانون. تحية كشفية والسلام عليكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.