تسببت رداءة الأحوال الجوية وتسرب مياه الأمطار إلى بناءات قديمة بالمدينة العتيقة بلاص دارم عنابة، نهاية الأسبوع الفارط، إلى انهيار جزئي لبنايتين، لم يسفر لحسن الحظ عن تسجيل آية وفيات وسط السكان، إلا انه خلف حالة من الذعر والهلع وسط العائلات التي تحولت إلى اسر منكوبة. وعقب هذه الحادثة، التي أصبحت تتكرر عند حلول كل فصل شتاء، ناشدت أزيد من 20 عائلة قاطنة بمساكن هشة، آيلة للسقوط على مستوى المدينة القديمة، السلطات الولائية، انتشالها من خطر الموت عاجلا، قبل حلول كوارث أخرى قد يتسبب في تهاوي هذه المباني كليا. ويعرف حي “نهج فرنسا” وغيره من أزقة البلاص دارم بشكل شبه يومي، تفتت وانهيارات جزئية لجدران مباني قديمة عمرها أكثر من 100 سنة كاملة، ما حول تقريبا كامل مداخلها لكومات هائلة من ركام الأتربة، لم تتحمل المصالح البلدية لوسط عنابة حتى عناء إزالتها. فوسط ديكور عمراني، يوحي بتهدم كامل البلاص دارم، تواجه يوميا مئات العائلات خطر الموت في غياب حل يسمح بانتقالها صوب أماكن أخرى تؤويها، في انتظار إعادة إسكانها في مساكن اجتماعية لائقة سبق وأن وعدوا بها من طرف مصالح دائرة عنابة. يذكر أن مصالح الديوان الجهوي لترميم المدينة القديمة، كانت قد حذرت من كارثة عمرانية وخيمة قد يمكن أن تحدث بسبب الأحوال الجوية المرتقبة خلال الشتاء، بالنظر لكميات الأمطار المنتظرة والتي سبق وأن كانت وراء العديد من حوادث انهيارات المساكن القديمة في البلاص دارم التي يجب إزالة 37 بالمائة منها نهائيا. ويتخوف السكان هذه السنة من شتاء جارف وفيضانات مدمرة، بالنظر للوضعية التي توجد عليها مختلف الأحياء بالمدينة، خاصة الهشة منها المهددة بالانهيار في حال هبت عواصف شتوية مدمرة.