شكرا للوزير الأول عبد المالك سلال، فلقد رفع والحمد لله مستوى الجزائر إلى ألمانيا، عندما قارن الرئيس المقعد، بأنجيلا ماركيل المستشارة الألمانية. أنجيلا ماركيل لا يعيبها نشر صورها أيضا عارية من غير تبان السباحة على شاطئ البحر!؟ هل يعلم سلال هذا؟ وهل من مقارنات من هذا النوع؟! لأنه من المستحيل أن يجرؤ الرجل على مقارنة الاقتصاد الجزائري، المتهالك رغم المداخيل، مع الاقتصاد الأول في أوروبا والرابع أو الخامس في العالم؟ هل يجرؤ الرجل؟ شخصيا لو كان بوتفليقة بقوة ماركيل وحنكتها ونجاعتها الاقتصادية والسياسية، لبصمت له بالعشرة لعهدة عاشرة وليس فقط رابعة. لو أن الرئيس بوتفليقة عمل على حماية المال العام على الأقل من النهب، وحارب “ميسيو 4٪ و10٪ و50٪” المنتمين لحكومة سلال ومحيط الرئيس، إضافة إلى ما نسب إليه من إرجاع الأمن، حتى ولو لم يدفع بعجلة التنمية لكان أمر عهدة رابعة مقبولا. ولو أن الرئيس هو اليوم من قرر هذا الترشح، وإنما أجبر عليه، فقد بلغنا أن وفدا على رأسه المطرب الكبير “الغافور” جاء لمناشدة الرئيس الترشح، مع أن هذا الأخير متخوف من اضطرابات وثورة شعبية لا يقدر محيطه على لملمتها. آخر المعلومات تقول أيضا إن الجزائريين سيكونون ضحية خدعة مثل الخدع السينمائية، وقد تستغل صور وفد أجنبي يزور المجلس الدستوري، على أنه وفد نقل الرئيس إلى المجلس ليسلم أوراق ترشحه. إنها المهزلة الكبرى، مهزلة يغطي عليها “صديقنا” الوزير الأول بالتصريحات المخالفة للقوانين، ويدوس يوميا على الدستور. لأعود إلى مقارنة بوتفليقة بأنجيلا ماركيل. لم نسمع يوما، ولم ينقل الإعلام الألماني أن ماركيل نصبت شقيقها مستشارا لديها، ولم نسمع أنها وزعت المال العام لشراء الأصوات في جولات ماراطونية وفي حملة انتخابية مسبقة، وتوصي الناس بالتصويت لها، وإن لم تكفهم أموال الحكومة الألمانية، فهي ستزيدهم. لن تسمح العدالة الألمانية المستقلة بمهزلة من هذا القبيل، ولا الرأي العام الألماني الواعي، ولا الناخب ولا المواطنون بصفة عامة، أو المعارضة بكل توجهاتها أن تسمح بخرق القانون الألماني بهذا الشكل، كما لا يسمح الاتحاد الأوروبي لدولة من أعمدته أن تخرق السيدة الألمانية التي ترعرعت في أحضان الحزب الشيوعي الألماني، وتربت على يد المستشار الأسبق الرجل القوي الذي ساهم في توحيد ألمانيا والسمو باقتصادها إلى مصاف القوى العالمية، هلموت كول، أن تسقط في المهازل التي وضعتم فيها الرئيس المرشح مستغلين اسمه وضعفه ومرضه. الفرق شاسع معالي الوزير، بين ديمقراطية ألمانية التي عانت من النازية، والشعب الذي عانى من الدمار مرتين في ربع قرن، وها هو يبني أول اقتصاد في أوروبا، شعب بناء اتخذ الديمقراطية منهجا، وليس غطاء للخيانة، وبين متسلقين يعانون جوعا أبديا لم تشبعه كل عمليات النهب والتعدي على ممتلكات الغير وحقوقهم. سبق للوزير الأول أن قارن رئيسنا المقعد مع الرئيس الأمريكي الأسبق المقعد هو الآخر روزفلت، لكنها أمريكا العظيمة وكانت في مرحلة حرب، تقود مشروع مارشيل لإعادة إعمار أوروبا والسيطرة عليها ومن ثم السيطرة على العالم. كانت مرحلة ضرورية لاستمرار روزفلت في الحكم لإتمام ما بدأه. فماذا سيتمم الرئيس المرشح، غير إضفاء اسمه على عملية مافيوية غير مسبوقة في البلاد. نسيت أن أقول إن الأمريكيين اليوم يراجعون مرحلة حكم روزفلت المقعد ونسبوا إليها نقائص وقالوا إنه لم يحسن التفاوض في “يالطا” ولم يدافع جيدا على المصالح الأمريكية بسبب المرض والضغط الذي وصل إلى 24. فهل قرأ الوزير الأول كلاما كهذا؟