شَرعت منظّمة الصّحة العالمية، منذ الخامس من مارس الحالي إلى غاية 31 من نفس الشهر، في حملة مشاورات واسعة النّطاق عبر شبكة الأنترنت لرسم الخطوط العريضة لمشروع جديد يتعلق باستهلاك مادة السكر أثناء عملية التغذية، حيث يقترح المشروع تقليص نسبة الاستهلاك اليومي لمادة السكر إلى ما دون 5 بالمائة من قيمة السعرات الحرارية، لمكافحة المشاكل الصحية المرتبطة بهذه المادة كالسمنة وتسوّس الأسنان. ويهدف المشروع إلى نشر التوعية الغذائية لمساعدة العامة على اتباع نظم غذائية صحيحة ومتوازنة، وتحسين مستوى تغذيتهم، إضافة إلى نشر ثقافة غذائية ترتكز على أسس معرفية متينة، من شأنها أن تساعد على غرس الثقة في نفوس سكان المعمورة قاطبة بشأن قدرتهم على الاختيار السديد. ولما كان النظام الغذائي المتبع ونقص النشاط البدني قد تم ربطهما بعدد من الأمراض الشائعة غير المعدية في جميع أنحاء العالم، فإن التوعية الغذائية ينبغي أن تشمل أيضا توجيهات بشأن أساليب الحياة الصحية. لذا سيكون المجال مفتوحاً لإبداء التعليقات على مشروع المبدأ التوجيهي عبر الموقع الإلكتروني للمنظّمة من 5 إلى 31 مارس 2014، وسيستكمل المشروع باستعراض جميع التعليقات وتنقيح مشروع المبادئ التوجيهية وإجازته من جانب لجنة استعراض المبادئ التوجيهية التابعة للمنظمة ووضع اللمسات الأخيرة عليه. وتجدر الاشارة إلى أنّ التوصية الحالية للمنظمة لعام 2002، تحبِّذ أن تُمثل نسبة السكريات أقل من 10% من إجمالي مستهلك الطاقة في اليوم. ومشروع المبدأ التوجيهي الجديد تمت صياغته استناداً إلى تحليلات لجميع الدراسات العلمية المنشورة حول استهلاك السكريات ومدى ارتباط ذلك بالزيادة المفرطة في الوزن وتسوس الأسنان عند البالغين والأطفال، الذي يقترح بدوره أن تُمثل السكريات أقل من نسبة 10% من إجمالي مدخول الطاقة في اليوم. كما يفيد بأن خفض نسبتها إلى أقل من 5% من إجمالي مدخول الطاقة في اليوم قد يمنح فوائد إضافية. وتعادل نسبة خمسة في المائة من إجمالي مدخول الطاقة في اليوم نحو 25 غراماً، أي مِلء حوالي 6 ملاعق شاي من السكر في اليوم بالنسبة لشخص بالغ ذي منسب عادي لكتلة الجسم. وتنطبق المستويات المقترحة لتحديد استهلاك السكر الواردة في مشروع المبدأ التوجيهي على جميع السكريات الأحادية (كالغلوكوز والفركتوز) والمركبات السكرية الثنائية (كالسكروز أو سكر المائدة) التي يضيفها المصنع أوالطاهي أوالزبون إلى الأغذية، إلى جانب السكريات الموجودة طبيعياً في العسل والأشربة وعصائر الفواكه ومركّزات الفواكه. ويتجلى اهتمام المنظمة بالموضوع في انتشار عديد الأمراض النّاجمة عن التّغذية السيئة وغير المتوازنة في الآونة الأخيرة، جراء تناول وجبات تحتوي على نسب عالية من الدّهون المشبعة ونقص تناول الألياف الغذائية في الأطعمة. زيادة على ذلك نجد بأنّ الكثير من السكريات المستهلكة حاليا ”مخفية” في أغذية مصنَّعة لا تُعتبر عادةً من الحلويات والتي يستخدمها معدوها لتحسين مذاقها وتمديد آجال حفظها، فعلى سبيل المثال يحتوي مِلء ملعقة مائدة من صلصة ”الكاتشب” على نحو 4 غرامات (أي مِلء ملعقة شاي تقريباً) من السكريات، ويحتوي وعاء من المشروبات الغازية (الصودا) المحلاة بالسكر على ما يصل إلى 40 غراماً (أي مِلء 10 ملاعق شاي تقريباً) من السكر.