تتواصل الأزمة الأوكرانية في إثارة الكثير من الجدل بين الغرب وروسيا، في وقت أبدى فيه الروس والأوكرانيون استعدادهم للحل الدبلوماسي، أمام تأييد موسكو للخطوات التي تقوم بها سلطات جمهورية القرم واصفة إياها بالشرعية، واستنجاد كييف بالولاياتالمتحدة لوقف ”العدوان”عليها، في انتظار استفتاء ال16 من الشهر الجاري حول انضمام شبه الجزيرة لروسيا. وصف الرئيس الروسي فلادمير بوتين في اتصالات هاتفية مع كل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من تحركات سلطات جمهورية القرم بالموافقة للقانون الدولي وتتماشى وضمان المصالح المشروعة لسكان الإقليم، ولفت الرئيس الروسي إلى تخاذل السلطات الحالية في كييف من أجل وقف نشاط القوى المتطرفة في العاصمة وغيرها من مقاطعات أوكرانيا. إلى ذلك نقلت وكالة ”نوفوستي” الروسية للأنباء عن مصدر أمني أوكراني أن مجموعات متطرفة تخطط للقيام بأعمال استفزازية على الحدود الإدارية لشبه جزيرة القرم يوم ال16 من الشهر الجاري المصادف لموعد إجراء الاستفتاء حول الوضع القانوني النهائي للقرم، وقال المصدر أمس أن معلومات وصلتهم تشير إلى تحضيرات تقوم بها جماعات من المتطرفين الأوكرانيين للقيام باستفزازات على الحدود الإدارية لجمهورية القرم، وكان المجلس الأعلى لشبه الجزيرة اتخذ قرارا بإجراء الاستفتاء حول وضع شبه الجزيرة، بما فيه مدينة سيفاستوبل بالتاريخ المذكور سابقا، حيث يطرح الاستفتاء مقترحين أولهما حول انضمام القرم إلى روسيا والثاني حول إمكانية الرجوع إلى دستور القرم لعام 1992 الذي ينص على أن شبه الجزيرة جزء من أوكرانيا مع تحديد العلاقات بينهما على أساس المعاهدات والاتفاقات. ووسط هذا الانقسام الذي تعيشه أوكرانيا من جهة والتدخل الروسي في شبه الجزيرة يعول كثيرا على نتائج زيارة رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك هذا الأسبوع الى الولاياتالمتحدة سعيا للحصول على دعم الرئيس الأميركي باراك أوباما لمواجهة ما تصفه سلطات البلاد ب ”العدوان الروسي” وبحث السبل الكفيلة بحل الأزمة غير المسبوقة التي يعيشها البلد منذ انتهاء الحرب الباردة.