أكدت موسكو أمس شرعية الاستفتاء الذي لجأت إليه شبه جزيرة القرم، مشيرة إلى إبلاغ واشنطن باتفاق قرار الاستفتاء مع القانون الدولي، حيث انطلقت أمس عملية الاستفتاء في القرم، أين يصوت سكان المنطقة بشأن الانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا في خطوة أثارت الكثير من القلق داخل الجمهورية السوفياتية السابقة وخلفّت أسوأ أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. قالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن وزير الخارجية سيرجي لافروف أكّد لنظيره الأمريكي جون كيري في مكالمة هاتفية أمس الأول أن الاستفتاء في شبه جزيرة القرم يتفق مع القانون الدولي، مشيرة إلى أن الاتصال جاء من الجانب الأمريكي وهو الاتصال الذي اعتبرته الوزارة امتدادا للمحادثات التي أجراها لافروف مع كيري الجمعة في لندن. على صعيد آخر طالب السيناتور الأميركي جون ماكين أمس الرئيس باراك أوباما بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، ونقلت شبكة ”سي. أن. أن” عن ماكين قوله أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ”مصمم على إعادة أوكرانيا تحت السلطة الروسية”، مشيرا الى تراجع مصداقية الولاياتالمتحدة الأميركية في العالم، مضيفا أن أوكرانيا بحاجة إلى برنامج مساعدات عسكرية طويل الأمد من واشنطن سواء على صعيد الأسلحة الفتاكة وغير الفتاكة. من جهتها دعت الصين أمس إلى إيجاد حل سياسي بدلا من المجابهة بعد فشل مجلس الأمن للأمم المتحدة في اعتماد مشروع قرار بشأن الأزمة القائمة في كييف، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ بخصوص مشروع القرار الذي أعدته الولاياتالمتحدة ودعمته الدول الغربية والذي يعتبر عملية الاستفتاء بشأن ضم منطقة القرم الى روسيا ” غير شرعي” أن ” الصين لا توافق على خطوة المجابهة”، كما برّر تشين امتناع الصين كعضو دائم في مجلس الأمن عن التصويت على مشروع القرار و استخدامها حق النقض، بأن التصويت لمشروع القرار في هذه المرحلة لن يؤدي إلا للتصعيد ما يزيد الوضع تعقيدا، وهو ما لا يتفق حسبه مع المصالح المشتركة لكل من شعب أوكرانيا والمجتمع الدولي. إلى ذلك ينتظر أن تسفر عملية الاستفتاء وبوجود أغلبية منحدرة من أصل روسي عن ترجيح كفة التصويت لصالح الانفصال عن أوكرانيا في خطوة قد تدفع الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي لفرض عقوبات بدءا من اليوم ضد المتهمين بالاستيلاء على القرم، في انتظار إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء في غضون يوم أو يومين من تاريخ التصويت.