مجلس الحبوب الأمريكي: "شحنات الحبوب الأوكرانية الموجهة للجزائر تجابه صعوبات بصورة متزايدة" دق خبراء دوليون ناقوس الخطر بسبب التداعيات التي يمكن أن تنجر عن الأزمة الأوكرانية، التي تعد ثالث أكبر مصدر للذرة في العالم، مشيرين إلى إمكانية تأثيرها على الأسعار العالمية للحبوب وعلى الاحتياطيات العالمية في موسم 2014 - 2015 ،فيما أفاد مجلس الحبوب الأمريكي أن الشحنات من أوكرانيا، الموجهة إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط والصين، أصبحت ”صعبة بصورة متزايدة”. وأعرب مجلس الحبوب الأمريكي أمس الأول في بيان صدر مؤخرا عن قلقه من عدم الاستقرار الاقتصادي في أوكرانيا، موضحا أنه قد يؤثر على زراعة محصول الذرة لموسم 2014 - 2015. وكانت الأسعار العالمية للقمح والذرة قد ارتفعت مؤخراً مدفوعة بالأزمة الأوكرانية، حيث سارعت من جانبها الجزائر إلى اقتناء 350 ألف طن من القمح اللين من أوكرانيا، في محاولة منها ملء مخزونها الوطني وكذا تفاديا لأي ارتفاع آخر في أسعار الحبوب في الأسواق العالمية، لاسيما بعد أن شهدت ارتفاعا ب10 بالمائة بعد التطورات الأخيرة بين روسياوأوكرانيا. وعليه قال وزير الزراعة الأوكراني، إيهور شفايكا، بداية الشهر الجاري، أن الجزائر اشترت شحنة من القمح اللين تتراوح بين 300 و350 ألف طن في مناقصة تمت بداية الشهر الجاري، فيما أكد أن الإنتاج الأوكراني تراجع خلال الآونة الأخيرة، وهو ما قفز بأسعار القمح العالمية خلال الأسابيع الماضية بنحو 10 في المائة، فيما ارتفعت أسعار الذرة بنحو 8 في المائة، وذلك على الرغم من ارتفاع إنتاج المخزونات العالمية لمستويات قياسية هذا العام. من جهته، صرح عبد الرضا عباسيان، الخبير الاقتصادي لدى منظمة الأغذية والزراعة وسكرتير مجموعة العشرين لنظام معلومات الأسواق الزراعية، أن الاحتياطيات العالمية للمواد الغذائية الرئيسية، الذرة والقمح والأرز، كانت جيدة في الوقت الراهن، ولكن الوضع قد يتأزم في 2014 - 2015. وخلافاً لتقارير وسائل الإعلام، فإن أوكرانيا قد سلمت الجزء الأكبر من طلبات تصديرها الحالية، ولكنه مازال يردد مخاوف مجلس الحبوب الأمريكي حيال موسم حصاد 2014 - 2015. وأضاف عباسيان أن ”المصدرين من روسيا والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة سوف يتدخلون لتغطية الفجوات في العرض (الناجمة عن الأزمة الأوكرانية)، وهو ما سيؤدي بدوره إلى التأثير على الاحتياطيات العالمية، حيث يمكن أن تطرح الدول الكثير من احتياطياتها في السوق”. وقال عباسيان أن ”ارتفاع الأسعار هو مضاربة بحتة”، مشيرا إلى ارتفاع أسعار القمح بنسبة 2 بالمائة مقارنة بما كانت عليه في نفس الوقت عام 2013، ولكن أسعار الذرة والأرز هي أقل بكثير مما كانت عليه العام الماضي. وأضاف أن المعروض العالمي من القمح ”شحيح إلى حد ما”. وقد أصبحت تقلبات الأسعار أو التقلبات الحادة في الأسعار مشكلة متنامية في السنوات الأخيرة، وتعود هذه المشكلة إلى نقص المعلومات حول مخزونات الغذاء. ولمواجهة تلك المشكلة، قامت مجموعة الدول العشرين بإنشاء نظام معلومات الأسواق الزراعية لإعطاء أسواق الأغذية الزراعية فرصة لتبادل المعلومات وتحسين المعلومات والبيانات حول الغذاء. ومن وجهة نظر مغايرة، يعتقد ماكسيمو توريرو، مدير قسم الأسواق والتجارة والمؤسسات في المعهد الدولي لأبحاث السياسات الغذائية في الولاياتالمتحدة، أنه لا يوجد سبب للقلق، وأضاف قائلا: ”لا أعتقد أن مشكلة أوكرانيا ستسبب أزمة غذاء عالمية”. فمهما حدث في أوكرانيا، فإن الأسواق تظهر أسساً قوية، وإذا قامت أوكرانيا بإبطاء أو حتى منع صادراتها من الحبوب، فمن المحتمل أن تقوم الدول المصدرة الكبرى الأخرى بزيادة الإمدادات. ونتيجة لذلك، سنرى على المدى القصير زيادة بسيطة في الأسعار، ولكن هذا سيزول في وقت قريب”. وقال توريرو أن الدول المصدرة الكبرى الأخرى مثل الولاياتالمتحدة والبرازيل وأستراليا ستكون قادرة على سد الفجوات. إذا يظهر أن الأسعار العالمية تخرج عن نطاق السيطرة، فإن نظام معلومات الأسواق الزراعية يمكن أن يدعو فريق الاستجابة السريعة للاجتماع من أجل اتخاذ إجراء تبعاً للموقف، وتعد روسياوأوكرانيا من بين الدول المشاركة في نظام معلومات الأسواق الزراعية.