مازالت أسعار الغذاء في الجزائر تراوح مكانها بدون تغيير رغم المؤشرات التي أعلن عنها البنك الدولي في تقريره حول الانخفاض المستمر لأسعار الأسواق العالمية بسبب وفرة المحاصيل الزراعية وكذا الظروف المناخية المواتية والتي مكنت من تراجع الأسعار بنسبة 18 بالمائة مقارنة بالذروة القياسية للأسعار التي سجلت في أوت .2012 وأوضح البنك الدولي في تقرير صدر أول أمس الخميس أن أسعار الغذاء العالمية استمرت في الانخفاض في الفترة بين أكتوبر 2013 ويناير 2014 إذ دفعت محاصيل الحبوب وقليل من العوامل الجيدة إلى هبوط الأسعار. وقال البنك الدولي في تقريره ربع السنوي الخاص ب »مراقبة أسعار الغذاء« إن مؤشر أسعار الغذاء العالمية انخفض بنسبة 3 بالمائة من أكتوبر 2013 إلى يناير 2014 في تراجع بنسبة 11 بالمائة مقارنة مع العام السابق و18 بالمائة مقارنة مع الارتفاع القياسي المسجل في أوت .2012وهي المؤشرات التي يبدو أنها لم تؤخذ بعين الاعتبار في السوق الوطنية إذ بقيت الأسعار المتداولة خصوصا ما تعلق منها بالمواد الأساسية كالحبوب الجافة والزيوت النباتية والسكر والحليب وغيرها بل زاد سعر البعض منها بحجة ارتفاع أسعار الأسواق العالمية. وفي المقابل كانت الدولة اتخذت جملة من الإجراءات من اجل توفير كميات معتبرة من المواد الأساسية على غرار الحبوب الجافة بهدف التأثير على الأسعار المفروضة من طرف المستوردين الخواص لهذه المواد لكن واقع السوق يؤكد أن الوضع مازال على حاله.وهو ما يستدعي حسب المتتبعين للشأن الاقتصادي إلى اتخاذ إجراءات من شأنها أن تلزم المستوردين الأساسين لأهم المواد الاستهلاكية للتقيد بقواعد السوق. وفي نفس السياق جاء في تقرير البنك الدولي أن الانخفاض العام في أسعار الغذاء جاء بشكل رئيسي نتيجة للمحاصيل القياسية لكل من القمح والذرة والأرز والتي زادت من توافر الإمدادات وأدت إلى مخزونات عالمية أكثر قوة وفقا للتقرير.وانخفضت أسعار الحبوب دوليا بنسبة 5 بالمائة خلال الفترة المشار إليها سابقا. ولكن كان هناك تفاوت بين أسعار الحبوب نفسها إذ انخفض سعر كل من الذرة والقمح والسكر بنسبة 2 بالمائة و15 بالمائة و16 بالمائة على التوالي فيما ارتفع سعر الأرز بنسبة 3 بالمائة.ومع ذلك حذر البنك الدولي من أسعار الغذاء العالمية زلا تزال بشكل عام غير بعيدة عن ذروتها التاريخية رغم الانخفاض المطرد. وأشار التقرير إلى أن »الضغوط المفروضة على أسعار الغذاء من المتوقع أن تتراجع على الأمد القريب إذ من المتوقع أن تبقى أوضاع المحاصيل طبيعية في الأشهر القادمة. بيد أن المخاوف بشأن المناخ في كل من الأرجنتين واستراليا وأجزاء من الصين فضلا عن أسعار النفط المرتفعة واللجوء المتوقع إلى مخزونات الأرز في تايلاند كلها عوامل بحاجة إلى مراقبة وثيقة«.ولفت التقرير إلى أن العالم يفقد أو يهدر ما بين ربع وثلث الغذاء الذي ينتجه للاستهلاك ما يتسبب في عدم اكتفاء هائل في الاقتصاد والطاقة والموارد الطبيعية، مضيفا أن »من الحلول الممكنة لمنع فقد الغذاء وإهداره تغيير أساليب الإنتاج الزراعي والقيام باستثمارات كبيرة في النقل والبنية التحتية للتخزين وتغيير سلوك المستهلك والتاجر«.وفي نفس السياق كان ممثل المنظمة العالمية للتغذية والزراعة »الفاو« بالجزائر أكد في تصريح خص به »صوت الأحرار« أن ما يهدر من غذاء في العالم من شأنه أن يكفي لتلبية حاجيات أزيد من 750 مليون شخص.