يعقد اليوم بمدينة بيرن السويسرية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمديرة التنفيذية لبرنامج الاغذية العالمى جوزيت شيران ورئيس البنك الدولى روبرت زوليك ومدير وكالة الاغذية العالمية (الفاو) جاك ضيوف ندوة صحفية مشتركة يكشفون خلالها عن الحلول والتصورات الأممية لمعضلة الغذاء التي اصبحت تهدد دولا بأكملها وخاصة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية· ويتم عقد هذه الندوة على اثر الاجتماع الذي ضم مدراء 27 وكالة وبرنامج وصندوق تابعين لهيئة الاممالمتحدة وحضره الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، خصص لمناقشة السبل والوسائل الناجعة لاحتواء أزمة الغذاء العالمية على اثر ارتفاع اسعار المواد الواسعة الاستهلاك في الاسواق العالمية وانعكاساتها السلبية على الدول الفقيرة· وقالت الينا بونوماريفا الناطقة باسم الاممالمتحدة، أن "ازمة الغذاء العالمية والحلول التي يمكن للامم المتحدة ان تقدمها شكلت النقاط الرئيسية للمحادثات التي جرت في جلسات مغلقة بمقر اتحاد البريد العالمي"· واضافت ان الامين العام الاممي حث المجتمع الدولي اتخاذ اجراءات فورية لمواجهة هذه المسألة مؤكدا ان الارتفاع الشديد في اسعار المواد الغذائية تحول الى ازمة عالمية حقيقة تثير قلق الاممالمتحدة بصورة شديدة · وأرجع بان كي مون اسباب هذه الازمة الى عدة عوامل عدّد من بينها ارتفاع اسعار البترول وتغيير انماط الاستهلاك في الدول النامية وبما يتعين معالجة اسباب ودواعي هذه الازمة وفق مقاربة شاملة· وقال في هذا الشأن الى ان هناك اكثر من 100 مليون شخص ممن يدرجون ضمن شريحة " افقر فقراء العالم" اصابتهم هذه الكارثة بصورة مضاعفة مما يستدعي اتخاذ اجراءات عاجلة لمواجهة انعكاسات هذه الازمة الغذائية الحادة· وأكد الامين العام الاممي انه من اجل التوصل الى حلول بعيدة المدى فقد اصبح يتحتم على قادة المجتمع الدولي ان يناقشوا وسائل تحسين النظام الاقتصادي وتعزيز انتاج المحاصيل الزراعية في الدول النامية· وجددت إندونيسيا دعوتها في هذا الشأن باتجاه الأممالمتحدة بهدف الاسراع في إتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التداعيات الناجمة عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك بالسوق الدولية على اقتصاديات الدول النامية لتجنب حدوث ازمة غذائية واسعة النطاق على المستوى العالمي· وسعيا منها لاحتواء الازمة حثت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) المزارعين والحكومات على ضمان محصول جيد في عام 2008 من أجل تخفيف أزمة الغذاء المتصاعدة في العالم وذلك في وقت ارتفعت فيه أسعار الارز الى مستوى قياسي جديد· وأرجع مختصون اسباب استفحال ازمة الغذاء الحالية في العالم الى تنامي الطلب على المواد الغذائية الاساسية واستخدام محاصيل زراعية في انتاج الوقود الحيوي وتراجع مخزونات الغذاء العالمية الى أدنى مستوياتها منذ 25 عاما والمضاربات في السوق مما ادى الى ارتفاع اسعار مواد غذائية اساسية مثل القمح والذرة والارز وبلوغها مستويات قياسية· وفي محاولة لمواجهة تداعيات هذه الازمة تعهد رؤوساء اربع دول في أمريكا اللاتينية بالعمل معا لزراعة مزيد من المحاصيل حيث دشن رؤساء بوليفيا ونيكاراغوا وفنزويلا ونائب رئيس كوبا صندوقا مشتركا برأسمال بلغ 100 مليون دولار لتمويل زراعة محاصيل اساسية مثل الارز والبقول الجافة والذرة لتخفيف وطأة زيادة أسعار الحبوب العالمية· ومن جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إلى "ثورة زراعية" للتعامل مع الأزمة الغذائية العالمية وحذر من أن هذه الأزمة جعلت المجاعة التهديد الأكبر لصحة الناس في العالم· كما أبدت منظمة الاممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) الى جانب برنامج الاغذية العالمي ووكالات الاممالمتحدة قلقها ازاء الآثار السلبية لارتفاع أسعار المواد الغذائية خاصة في البلدان منخفضة الدخل والاقل تطورا· وكانت المديرة التنفيذية لبرنامج الاغذية العالمي جوزيت شيران حذرت من أن حوالي 100 مليون شخص في العالم يواجهون خطر الفقر والمجاعة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية·