أمن غائب وخسائر فادحة تجددت ليلة الجمعة إلى السبت أعمال العنف والمشادات بين سكان الوحدة الجوارية رقم 14 بالمدينة الجديدة علي منجلي بين سكانها المرحّلين من حي فج الريح وحي عباس (واد الحد)، حيث عاش السكان ليلة رعب أخرى تضاف إلى مئات الليالي السوداء التي سببت خسائر ومتاعب مختلفة للسكان المرحّلين منذ أزيد من سنة على حد تعبير عقلاء الوحدة المذكورة. رغم توقيف العشرات من الشبان والزج بالبعض منهم في السجن في أعقاب أحداث مماثلة سابقة، إلا أن مارد العنف يبقى الأقوى، وتستمر معه المشادات بين مواطني فج الريح وحي عباس الذين يبدو أنهم لم يغيروا من عقليتهم وتعصبهم رغم ترحيلهم من أحياء فوضوية وسكنات قصديرية إلى عمارات جديدة بالوحدة المذكورة، وإلا بماذا نفسر تصرفات بائدة وغير منطقية تتمثل في محاولة كل طرف السيطرة على الوحدة وفرض منطقه سواء تعلق بقضية الحظائر الفوضوية للسيارات أو أشياء أخرى. وقد شاهدنا أمس خلال جولة قادتنا إلى الوحدة التي تجمع أزيد من 3 آلاف ساكن حالة غلق أمني إن صح التعبير، مع إقامة حاجز أمني بمدخل الوحدة، وسيارة بيكانتو محروقة وبقايا تخريب للابتدائية والمتوسطة المتواجدتين بمحاذاة الوحدة أين يدرس تلاميذ العمارات من أبناء فج الريح وحي عباس. وأوضح أحد عقلاء الوحدة الجوارية فضل عدم ذكر إسمه أن الأحداث وراءها عدد من المسبوقين قضائيا والمنحرفين وأن الكثير من السكان وضع سكنه للبيع ولكن لا أحد يشتري هناك، فالوحدة صارت رمزا للعنف واللاهدوء، موضحا أن الصغار صاروا لا ينامون وأن الكثير منهم أصيب بصدمات نفسية وخوف وهو ما يتطلب تدخل الدولة بحزم وقوة، وإلا فإن الفلتان الأمني سيتجاوز من دون شك الوحدة 14. وشكل أمس سكان فج الريح وفدا لتمثيلهم أمام السلطات المحلية المدنية والأمنية للمطالبة بترحيل 2، إما لسكان فج الريح أو لسكان حي عباس، وعدم ترك الأمور هكذا، مطالبين بالعمل كما سبق منذ أشهر وإبقاء رجال الأمن بالوحدة الجوارية والتكثيف من التواجد ليلا وذلك بغرض وضع حد لنشاط مسبوقين ومنحرفين صاروا يفرضون منطقهم ليل نهار في عمارات الوحدة ومدرستها ومتوسطتها اللتان سيفقدان أغلب المعلمين إن بقي الوضع على حاله. وأفاد مصدر مطلع أن مصالح الأمن أطلعت أمس عقلاء الوحدة الجوارية بأن إجراءات أمنية مشددة ستتخذ في الساعات القادمة بغرض التحكم أكثر في الأمر ووضع حد الأعمال العنف.