يُجري البنتاغون هذه الأيام، مناورات عسكرية تشارك فيها فرق عسكرية من القوّات الملكية المغربية، بمنطقة طان طان الواقعة على الحدود مع الصّحراء المحتلّة، أطلق عليها ”الأسد الإفريقي”. ويذكر أنّ هذه المناورات هي الثّانية في غضون شهر، وتهدف إلى اختبار أساليب عسكرية وإنسانية في التّدخل في مناطق نزاعات أو مناطق نفوذ ومصالح أمريكية. وتجدر الإشارة إلى تجميد مناورات السّنة الماضية والتي كانت رمزية، (ركّزت على العمل الاستخباراتي، وشارك فيها ضباط ألمان دون الإعلان رسميا عن مشاركتهم)، بسبب قرار واشنطن تقديم مقترح الى مجلس الأمن يرمي الى تكليف بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) وهي بعثة أممية مهمتها الأساسية تنظيم استفتاء في منطقة الصحراء الغربية، المتنازع عليها، لتقرير مصير سكانها وحفظ السلام ومراقبة تحركات القوات المتواجدة في الصحراء من الجيش المغربي المحتل والجيش الصحراوي تحت قيادة جبهة البوليساريو. أُسست بقرار أممي لمجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 690 في أبريل 1991. ففي الوقت الذي التزم فيه المخزن الصمت أصدرت السّفارة الأمريكية في الرّباط بيانا قدّمت فيه معطيات حول المناورات الجارية، متحدثة عن مشاركة 350 جندي من قوات المارينز، و150 جنديا مغربيا أغلبهم من القوّات الخاصّة، وهو عدد ضئيل مقارنة بالعدد الذي ذكرته مصادر مغربية السنة الماضية والمتمثل في مشاركة1400 مارينز في المناورة. ويُعز ملاحظون اهتمام البنتاغون بمنطقة طان طان الحدودية، المصنّفة في سبتمبر 2004 من طرف اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية أمريكية غير معلنة تحت ما يصطلح عليها ”قاعدة مشتركة”، لكونها تشمل مزيجا سكانيا بين العرب والأمازيغ والصحراويين، وتمثّل ثقافيا العالم العربي تقريبا بتنوع ثقافاته واثنياته وهي بمثابة منفذ من الأطلسي نحو حقول النّفط والغاز ومناجم اليورانيوم والمعادن الاخرى التي تزخر بها منطقة الساحل. لذا يهدف البانتاغون من خلال إجراء مناورات ”الأسد الإفريقي” التي لم يعتبرها عسكرية فقط، جعلها مختبر للقدرات الأمريكية في التدخل في مناطق معينة حيث يتعيّن السّيطرة الأمنية على هذه المنطقة وتطوير علاقات إنسانية مع السكان المحليين، واستمالتهم عبر توفير الرعاية الصحية والتدريس وخدمات أخرى.