يرتقب إجراء مناورات »الأسد الإفريقي« بين الجيشين الأمريكي والمغربي في نسخة مصغرة بجنوب المملكة استعدادا لتنظيم مناورات واسعة تحت نفس العنوان في العام المقبل، والتي تندرج ضمن سلسلة المناورات العسكرية التي تنظم منذ سنة ,2007 ويستغلها النظام المغربي لفرض وجوده العسكري في المنطقة كشريك فيما تسميه واشنطن بالحرب الدولية على الإرهاب وفي إطار سعيه لتحقيق التفوق على الجزائر. كشفت صحيفة »مارين تايمز« الأمريكية أن قوات المارينز على استعداد لخوض التدريبات العسكرية التي ستجرى سنة 2015 بالمغرب، وذلك استمرارا لسلسلة المناورات العسكرية التي دأب البَلَدان إجراءها بشكل سنوي، منذ عام ,2007 وأوضحت من جهة أخرى أن مناورات »الأسد الإفريقي« العسكرية بين قوات الجيش المغربي والأمريكي، سوف تجرى في الجنوب المغربي بشكل مصغر، لن تدخل الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، وهذا استعدادا لتنظيمها بشكل واسع العام القادم. وقالت الصحيفة الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن النسخة المصغرة من المناورات الحالية، التي تمتد إلى 7 أفريل، تشارك فيها قوات عسكرية من ألمانيا أيضا، في أفق الاستعداد لتنظيم أكبر تدريب عسكري تعرفه القارة السمراء السنة القادمة، وفق خطة تهدف لإدماج نوع جديد من المناورات والتدريب على استخدام أنواع متطورة من الأسلحة واستراتجيات متقدمة في فنون الحروب. وصرح مسؤول عسكري أمريكي أن المناورات في نسختها الجديدة للعام ,2015 ستتضمن إدراج التدريب على استعمال سلاح الجو »أف 16«، وكذا التعامل مع مراكز القيادة، وتطوير القدرات الاستخباراتية، إضافة إلى التمرن على الاستجابة لسيناريوهات الأزمات، وتدريبات أخرى عملية للمساعدة المدنية الإنسانية أثناء الحروب والكوارث. وكان المغرب قد ألغى إجراء مناورات »الأسد الإفريقي« العسكرية، التي تجمع 900 عسكري مغربي ب1400 من قوات الجيش الأمريكي، مطلع أفريل من السنة الماضية، والتي كانت ستجرى بنواحي منطقة طانطانبالجنوب المغربي، وهذا ردا، كما قال المغرب على المقترح الأمريكي بتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية »مينورسو«، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، قبل أن يتم تجميد المقترح لاحقا. وكشفت صحيفة »مغرس« المغربية في ماي 2012 نقلا عن الموقع الاليكتروني المغربي »هسبريس« حجم الكوارث التي تخلفها المناورات العسكرية الأمريكية على الحيوان والبيئة في المناطق التي تجرى بها، ونشرت معطيات وصور خاصة عن تفاصيل جديدة تخص بعض الأسرار التي رافقت مناورات »الأسد الإفريقي« بين قوات المارينز الأمريكية، والقوات المسلحة المغربية، التي أجريت منتصف شهر أفريل ,2012 بمنطقة لعظيم التابعة إداريا لجماعة رأس امليل بإقليم كلميم، حيث بينت حجم الدمار البيئي ومخلفات بعض الأسلحة الأمريكية التي لم تنفجر خلال المناورات التي رافقها جدل واسع بين جمعيات المجتمع، وكذا الهيئات السياسية بالمنطقة، حول الأضرار البيئية التي تخلفها هذه المناورات العسكرية وعن التهديد الذي تمثله المناورات العسكرية بفعل النفايات الكيماوية نتيجة استخدام أسلحة محظورة قد تؤثر مستقبلا على الإنسان والحيوان والطبيعة. ويحرص النظام المغربي الذي يتستر على وجود قواعد أجنبية أمريكية على أراضيه، ووجود خبراء من الجيش الإسرائيلي لتدريب الجيش المغربي، على تقديم مناورات »الأسد الإفريقي« كانجاز لصالح الجيش المغربي، وهذا في إطار مساعيه المتواصلة لتحقيق تفوق على الجيش الجزائري الذي تصنفه آخر الدراسات لمراكز دراسات عسكرية وأمنية أمريكية متطورة، الأول أفريقيا، وتشكل هذه المناورات بالنسبة للرباط فرصة لإبراز المغرب وجوده كطرف فيما يسمى بالحرب الدولية على الإرهاب، خاصة وأن المغرب حاول دون جدوى فرض نفسه في المعادلة العسكرية والأمنية لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل جنوب الصحراء، لاعتبارات جغرافية.