يتعمد بعض المتسولين مؤخرا انتحال شخصية السوريين في طريقة لبسهم ولهجتهم بغية الحصول على الصدقة، وذلك لاستعطاف الناس والمارة، حيث ابتكر البعض طريقة امتهان التسول بحلة “سورية”، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على هؤلاء بعد فضح أمرهم من قبل أطفالهم الذين يتحدثون الدارجة الجزائرية. تعتبر ظاهرة التسول في الجزائر من الظواهر الأكثر تعقيدا، رغم سن قوانين وأحكام تجازي كل شخص يمتهن هذه الحرفة بطريقة غير شرعية، حيث تعددت صفات التسول بين الحرفية والظرفية، وأصبحت مألوفة في مجتمعنا، خاصة بعدما تحولت عند البعض إلى أسلوب سهل للعيش، غير أنه انتشرت مؤخرا ظاهرة جديدة في الشارع الجزائري أكثر خطورة من إبداع عقلية جزائرية محظة تهدف إلى كسب استعطاف الناس والحصول على أكبر قدر من الصدقات عن طريقة انتحال الجنسية السورية، حيث يتعمد البعض امتهان التسول عن طريق تقليد اللاجئين السوريين في لبسهم ولهجتهم، وهو الأمر الذي لفت انتباه الكثيرين وفتح إشارة استفهام كبيرة فيما إذا كان جل المتسولين سوريين فإذا كان كذلك فأين هم المتسولين الجزائريين؟ ولتسليط الضوء أكثر حول هذا الموضوع قمنا بجولة استطلاع في بعض الشوارع للوقوف على مدى تفشي هذه الظاهرة إن لم نقل جزائريون يلبسون الثوب السوري بغية التسول. لاحديث في الشارع الجزائري سوى عن المتسولين الجزائريين الذين وجدوا لأنفسهم حرفة جديدة إن لم نقل وسيلة جديدة لكسب الصدقات بعدما عجزوا عن ذلك من قبل، حيث ينتحل البعض منهم صفة اللاجئين السوريين لكسب استعطاف المارة لعل وعسى ينولهم من الخير حبة كما يقال بالعامية، أعين “الفجر” رصدت من بعيد بعض المتسولين بعدما أفادنا خبر من البعض أن مجموعة من المتسولين تنشط في بعض المناطق المجاورة للعاصمة بزي سوري وبلهجة سورية مستوحاة من الدراما السورية، وفي هذا الإطار أشار عدد من المواطنين ممن تحدثنا إليهم أن الظاهرة تعرف تزايدا يوما بعد يوم، معربين عن استيائهم من الوضع الذي آلت إليهم بلادنا، خاصة وأن البعض من المتسولين يتجولون رفقة أطفالهم بطريقة تدعو إلى الاشمئزاز. وحسب ذات المواطنين فإن هؤلاء المتسولين يتقنون اللهجة لسورية، مما جعل البعض يتعاطفون معهم. .. وأطفالهم يفضحونهم باللهجة الجزائرية ومن خلال جولتنا في بعض الأزقة والشوارع اتضحت لدينا الكثير من الحقائق وذلك بعد عملية تقصي دامت ثلاث أيام، بعدما قمنا بترصد بعض العائلات ومراقبتهم جيدا، غير أن حظوظ هؤلاء قليلة، بعدما تم فضحهم من قبل أطفالهم الذين يتحدثون باللهجة الجزائرية، حيث تعمدنا الحديث مع الأطفال رغم رفض أمهاتهم، إلا أن إصرارنا كان قويا وتمكنا من استدراجهم بكلمة بسيطة وهي ما اسمك؟ وكم عمرك؟، ليتضح لنا فيما بعد أن مايجري من أمامنا سوى مسرحية أبطالها جزائريون همهم الوحيد هو كسب المال؟