متسولون سوريون و أفارقة ينافسون الشحاذين المحليين بشوارع قسنطينة كشف المكلف بالإعلام و الاتصال بمديرية التضامن و النشاط الاجتماعي لولاية قسنطينة للنصر ،بأن عدد المتسوّلين بوسط مدينة الصخر العتيق وصل ذروته هذه الصائفة بارتفاعه إلى أكثر من 120متسوّل يشكل الموسميون و الأجانب نسبة معتبرة منهم و بشكل خاص السوريين و الأفارقة. كما عاد التسوّل باستغلال الأطفال و الرضع يغزو شوارع قسنطينة من جديد، دون تدخل اللجان الولائية المختصة في مكافحة التسوّل و التشرّد طيلة فصل الصيف، مما شجع على تفاقم الظاهرة من يوم إلى آخر، حيث تشهد أغلب الشوارع الرئيسية و المساجد و الأسواق و محطات النقل ،انتشارا ملفتا للمتسوّلين من مختلف الأعمار و الأجناس بلهجات و لغات شتى تتراوح بين المحلية الإفريقية، الفرنسية، و اللهجة السورية التي انضمت هي الأخرى إلى اللهجات الجزائرية. فلا يكاد الراجلون يخطون خطوة واحدة دون سماع سيمفونية الشحاذة المعتادة مع تفنن البعض في تغيير طرق التوّسل و استعطاف قلوب الناس بإظهار إعاقاتهم و وصفات الدواء و علب حليب الرضع و حتى الأكياس البولية، مثلما هو حال متسوّلة عجوز تتنقّل بين أقواس عبان رمضان و ساحة أول نوفمبر"لابريش"، الموقع الاستراتيجي لأغلب المتسوّلين القادمين من خارج الولاية أو من داخلها و حتى من خارج البلاد، كما هو شأن الأفارقة الذين يتجوّلون بكل حرية بمختلف الأحياء الشعبية. و من المشاهد المخزية التي لا تتوافق و منظر ولاية تستعد لاستقبال تظاهرة ثقافية مهمة، تسوّل أمهات برضع حديثي الولادة منهم توأمين و رضيع آخر يبدو عليه المرض و الذي حاولنا التحدث إلى والدته لكنها رفضت بإظهار عدوانية غريبة اتجاهنا. كما لم تخل شوارع قسنطينة من المجانين الذين يتسكعون بكل حرية بالأحياء السكنية و بمحطات المسافرين و الشوارع الرئيسية صباحا مساءا دون أن تحرّك الجهات المعنية ساكنا. عن سبب تفاقم الظاهرة أوضح محمد الأمين رحايلية /المكلف بالإعلام و الاتصال بمديرية التضامن و النشاط الاجتماعي لولاية قسنطينة/بأن "مصالح المديرية قدمت العديد من الشكاوي لقاضي الأحداث بشأن الأمهات المتسوّلات بالأطفال و الرضع، و قد تم نقل بعضهن إلى ديار الرحمة، لكنهن سرعان ما يغادرن المكان لأنه ليس من حقنا حجز مواطنين دون رغبة منهم، الشيء الذي يستدعي تفعيل الإجراءات العقابية في حق مستغلي الأطفال في حرفة التسوّل لردع هذه الفئة التي لا تكف عن التزايد من سنة إلى أخرى"، كاشفا عن إعادة تفعيل اللجنة الولائية المختصة في مكافحة التشرّد و التسوّل ابتداءا من الفاتح سبتمبر مع توسيع عدد الأطراف و الهيئات المتعاونة و على رأسها مديرية الصحة بعد تسجيلها لعدة أمراض معدية بين المتسوّلين ذاكرا على سبيل المثال حالة التهاب الكبد الفيروسي (سي)المسجل عند أحد المتسوّلين المسنين و الجروح المتقيّحة التي تسجل في الكثير من الأحيان لدى فئة المشردين بالإضافة إلى المرضى العقليين الذين يواجهون صعوبات في إدخالهم لمستشفى الأمراض العقلية بجبل الوحش بسبب العجز في طاقة الاستيعاب الذي تعانيه هذه الأخيرة. الشيء الذي يحتم عليهم حملهم إلى ديار الرحمة التي تحوّلت إلى مصح يشكل فيه المرضى العقليون نسبة 80بالمائة من عدد النزلاء العاديين. قسنطينة التي تعرف كل موسم صيف توافد عشرات المتسوّلين شهدت هذه الصائفة مزاحمة السوريين و الأفارقة للمتسولين المحليين و بشكل خاص ببيوت العبادة أين يرون في المصلين محافظ مال مضمونة. كما برزت فئة جديدة من المتسولين الشباب الأنيقين الذي لا يشك فيهم المارة حتى يفاجئونهم بعبارات التوّسل باللغة الفرنسية كأولئك الذين اختاروا الوقوف بحي الاستقلال و شارع بلوزداد و الذين يقصدون الجنس اللطيف دون الرجال ربما لتأكدهم من استعطاف قلوبهن الرقيقة أو خجلهم من رد السائل. و أكد محمد الأمين رحايلية بأنهم قاموا بدراسة ميدانية تبيّن من خلالها بأن أكثر من 80بالمائة من المتسوّلين محتالون و ليسوا معوزين، و أغلبهم يأتون من الولايات المجاورة و يعودون إلى بيوتهم كل مساء، معترفا بعجز اللجان المتخصصة في مكافحة ظاهرة التسوّل و التشرّد في ظل غياب الإجراءات القانونية و المتابعات القضائية الرادعة للظاهرة.