حذر الجنرال ديفيد رودريغيز قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) من أنّ الوضع الأمني في ليبيا أصبح يثير تحديات كبيرة جدا لبلاده ولشمال إفريقيا وربما للقارة الإفريقية بأكملها. وقال رودريغيز إنّ تنظيم القاعدة والجماعات الموالية لها بما فيها جماعة “انصار الشريعة” توسّعت وانتشرت في ليبيا بشكل يكاد يخرج عن السّيطرة، الأمر الذي يهدد ليبيا والدول المجاورة لها بمزيد من المخاطر ويجعلها عرضة للاضطرابات في المرحلة المقبلة. وأضاف في لقاء صحفي عقده في مقر البنتاغون ليلة الأربعاء إلى الخميس وخصصه للوضع الأمني في القارة الإفريقية، أن “الحكومة الليبية قامت أخيرا بتغيير رئيس الوزراء كون الهيئات والمؤسسات الليبية في كافة أرجاء البلاد ضعيفة جدا”. وكلّف المؤتمر الوطني العام الليبي، أكبر سلطة تشريعية في ليبيا، الثلاثاء،، رئيس الحكومة المؤقتة ووزير الدفاع السابق عبد الله الثني تشكيل حكومة جديدة خلال أسبوع لقيادة المرحلة الانتقالية التي تشهد تناميا خطيرا للعنف في البلاد. وقال النّائب طاهر المكني أن “الثني ثبت كرئيس للوزراء وكلف تشكيل حكومة جديدة” لخلافة حكومة علي زيدان الذي أقيل في 11 مارس الماضي. لكن رودريغيز شدّد على أن الطريق بالنسبة لليبيين مازال طويلا جدا وصعبا للسيطرة على الميليشيات والاستمرار في عملية بناء المؤسسات المنوط بها إدارة البلاد. وكانت الولاياتالمتحدة قد تعرضت قبل سنتين إلى انتكاسة أمنية قوية في ليبيا، عندما هاجم متشددون قنصليتها في بنغازي وقتلوا أربعة من رعاياها بينهم سفيرها في ليبيا. ويذكر أنه منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في أكتوبر 2011، لم تنجح السلطات الجديدة في بسط الأمن في البلاد. وقد أثار المؤتمر الوطني العام، المنبثق من أول انتخابات حرة في ليبيا في جويلية 2012، غضب جزء كبير من الشعب عندما قرّر تمديد ولايته حتى ديسمبر 2014، علما بأنها كانت ستنتهي في بداية فبراير. وردا على ذلك وأيضا على الأوضاع الأمنية المتدهورة دخلت مدينة بنغازي إضرابا عاما و”عصيانا مدنيا” يستمرّ، منذ الأحد الماضي. ودعت منظمات من المجتمع المدني السبت إلى “عصيان مدني” ابتداء من الأحد احتجاجا على انعدام الأمن، وللمطالبة بتعليق عمل المؤتمر الوطني، والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. وبضغط من الشارع، قرر المؤتمر إجراء انتخابات جديدة وتبني قانون لها ولكن من دون تحديد أي موعد لها. كما كلف المؤتمر يوم الثلاثاء الماضي رئيس الحكومة المؤقتة ووزير الدفاع السابق عبد الله الثني تشكيل حكومة جديدة خلال أسبوع لقيادة المرحلة الانتقالية التي تتسم بالعنف. وبخصوص تدريب الجيش الليبي، قال الجنرال رودريغيز أن الاتراك والإيطاليين فقط هم من بدأوا في عمليات التدريب، مضيفا أنه من المبكّر جدا الان تحديد فعالية عمليات تدريب لقوات الأمن الليبي. وتنص مهام القوة متعددة الجنسيات في ليبيا والتي تضم كلا من تركيا وإيطاليا وبريطانيا والولاياتالمتحدة والمغرب على تدريب القوة الأمنية الليبية. وقال قائد قوة “أفريكوم” أن الطرق التي تربط مابين شمال مالي وجنوب غرب ليبيا تعد وسيلة لتهريب الأسلحة والذخيرة والعتاد والمتفجرات، ما يشكل تحديا كبيرا جدا لكافة الدول في المنطقة.