الجزائر - باشرت السلطات الإنتقالية في ليبيا مشاوراتها بشأن تشكيل حكومة مؤقتة جديدة في غضون أسبوعين بعد أن دخلت البلاد رسميا أمس الأحد المرحلة الانتقالية مع إعلان المجلس الوطني الانتقالي "تحرير كامل التراب الليبي". وكشف رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أن المجلس بدأ مشاوراته لتشكيل الحكومة الإنتقالية في غضون أسبوعين مشيرا إلى أن "المجلس الانتقالي وضع دستورا مؤقتا في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد نص في أحد مواده على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي لتشريع". وأضاف عبدالجليل في مؤتمر صحفي عقده اليوم في مدينة بنغازي أن "الدستور هو القانون الأساسي في البلاد" مضيفا أنه إذا كان هناك أي نص قانوني أو أي لائحة أو أي قرار يتعارض مع هذا التوجه فسيطبق روح المادة الموجودة في القانون الأساسي. وكان رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل أوضح أن المجلس الوطني الانتقالي يعمل حاليا على إنشاء حكومة انتقالية وسيستغرق ذلك من أسبوع إلى شهر وقد تطول المدة أو تقصر موضحا أن أمام هذه الحكومة عمل صعب لتقليل الفترة الانتقالية والوصول إلى حكومة منتخبة. و أشار إلى أن المجلس الوطني سيجري انتخابات لاختيار مجلس برلماني تكون مهمته اختيار لجنة لوضع الدستور واختيار حكومة توافق على هذا الدستور بعدها يتم إجراء انتخابات برلمانية لانتخاب أول برلمان" مضيفا أن رئيس البرلمان الجديد سيكون رئيسا مؤقتا لليبيا لحين إجراء انتخابات رئاسية بعدها يتم انتخاب أول حكومة ليبية. وأكد محمود جبريل أن الأولوية في هذه المرحلة بالنسبة لبلاده هي استعادة الأمن والاستقرار التي تتطلب تجميع الأسلحة من الشوارع ومن ثم البدء في عملية المصالحة الوطنية مشيرا إلى أنه لن يتقدم لتولي أية مهمة في الحكومة الانتقالية القادمة. وعقب مرور ثلاثة أيام على مقتل العقيد معمر القذافي بعد معارك بين قوات المجلس الإنتقالي وقوات النظام الليبي السابق دامت أكثر من 8 أشهر أعلن عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ببنغازي "تحرير كامل التراب الليبي". وقال غوقة في بيان تلاه أمام آلاف الحشود بساحة الشهداء في بنغازي أن "الشعب الليبي وهو يؤسس لدولة القانون يؤكد للعالم احترام كل الاتفاقيات والعقود المبرمة وفق المعايير الدولية". كما أكد "العمل على تعزيز الأمن والسلم الدوليين والدعوة للتعاون ونبذ الارهاب وبناء علاقات أساسها الاحترام والتعاون المتبادل والمصالح المشتركة مع جميع دول العالم وعلى الأخص دول الجوار". و أضاف غوقة ان "الشعب الليبي يدخل بخطوات ثابتة إلى اعتاب مرحلة جديدة مرحلة ما بعد التحرير التي تتطلب منا مسؤولية اكبر وعملا دؤوبا لا يعرف التراجع او التواكل". من جهته دعا رئيس المجلس الوطنى الإنتقإلى الليبي عبد الجليل كافة الليبيين إلى "احترام القانون وعدم أخذ الحق بالذات بل بالقانون" مؤكدا أنه "على ثقة بأن الليبيين سوف يرسمون مستقبلهم بأيديهم وأن إطلاق النار أمر محرم شرعا لأن فيه مساس بالمدنيين". وطالب عبدالجليل الليبيين ب"الصدق والصبر والتسامح" قائلا " نحن نسعى إلى عقد قانوني ينظم حياة الليبيين و إلى جيش يحمي الحدود والوطن وسوف نعيد الأراضي المسلوبة من أصحابها إلى ملاكها الحقيقيين". وتتطلب المرحلة الانتقالية من كافة الليبيين البدء الفوري في عملية المصالحة الوطنية ولم الشمل ووحدة الصف وبعدها الانتقال لتكوين اللجان والهيئات التي ستتولى إعداد الدستور الجديد للبلاد والترتيب للانتخابات التشريعية والرئاسية. وكان قد تجمع عشرات الآلاف من المواطنين الليبيين في ساحة الشهداء بمنطقة الكيش بمدينة بنغازي لحضور مراسم الإعلان عن "تحرير ليبيا بالكامل" رسميا بحضور كافة أعضاء المجلس الوطني الانتقالي ومكتبه التنفيذي والقادة العسكريون والمدنيون من مختلف مناطق ليبيا وغاب عنه رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل الذي يجري حاليا زيارة إلى الأردن. وكان رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل أكد الخميس الماضي مقتل العقيد معمر القذافي بمدينة سرت شرق ليبيا بعد قرابة ثمانية أشهر من بدء الاحتجاجات ضد نظامه. ومنذ أن اجتاحت قوات المجلس الوطني الانتقالي العاصمة طرابلس في 23 أوت الماضي اختفى معمر القذافي عن الانظار حيث أفلت من محاولات للقبض عليه مع اثنين من أبنائه.