قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعيين الجنرال ديفيد رودريغيز وهو أحد قادة قواتها بأفغانستان على رأس قيادة “أفريكووم"خلفا للجنرال كارتر هام، وذلك مع بداية التحضير للتدخل العسكري في مالي، بشكل يؤكد الأهمية التي توليها الولاياتالمتحدةالأمريكية لهذه المهمة رغم عدم تحمسها للعملية العسكرية. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أول أمس تعيين الجنرال ديفيد رودريغيز أحد كبار قادة القوات الأمريكية في أفغانستان، رئيسا للقيادة العسكرية الأمريكية لافريقيا التي تشرف على الجهود الأمنية الأمريكية في القارة، وجاء تعيين قائد جديد لهذه القيادة غداة تزكية مجلس الأمن لقرار بالتدخل العسكري شمال مالي الذي تسيطر عليه الجماعات الجهادية، فضلا عن الضربة التي تلقتها الولاياتالمتحدةالأمريكية بليبيا عقب الهجوم على قنصليتها ببنغازي ومقتل سفيرها بطرابلس. وقال بانيتا خلال لقاء مع الصحافيين إن الرئيس “أوباما سيعين الجنرال ديفيد رودريغيز خلفا للجنرال كارتر هام قائدا لقيادة افريقيا”، وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن الجنرال ديفيد رودريغيز (57 عاما) خدم كنائب لقائد القوات الأمريكية في أفغانستان وساعد في التخطيط لإرسال قوات إضافية إلى هذا البلد خلال الحرب، والجنرال رودريغيز الذي كان مساعدا لقائد القوات الأمريكية في أفغانستان بين 2009 و2011، خريج أكاديمية ويست بوينت العسكرية في العام 1976. وقال بانيتا إن رودريغيز وبصفته رئيس القيادة المشتركة للقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي “أشرف على التحالف والقوات الأفغانية خلال تعزيز القوات وكان مهندسا أساسيا للحملة الناجحة التي ننفذها الآن”، ويؤشر هذا المسار المهني للجنرال رودريغيز بأفغانستان على أن أوباما وجد فيه الرجل الأنسب للإشراف على قيادة أفريكوم التي تتخذ من شتوتغارت بألمانيا مقرا لها، لمواجهة تحدي جديد يتعلق بالتدخل العسكري في شمال مالي الذي عرف انتشارا كبيرا للحركات الجهادية وفي مقدمتها القاعدة. وفي حال وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيينه، سيتولى الجنرال رودريغيز المنصب خلفا للجنرال كارتر هام الذي لعب دورا أساسيا في الحملة الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي على ليبيا، وكانت آخر مهمة لكارتر هام بالمنطقة هي جولة قام دبها مطلع هذا الشهر إلى دول المغرب العربي للتباحث حول ملف الساحل ومنها الجزائر التي أعلن فيها أن واشنطن تؤيد الحل السياسي في مالي مع التأكيد على مواجهة الإرهاب في المنطقة. وبحكم منصبه رئيسا لقيادة إفريقيا، سيساعد الجنرال رودريغيز في الإشراف على مهمات مكافحة الإرهاب في الصومال واليمن ومالي ونيجيريا وغيرها، إلى جانب التدريب والجهود الأخرى التي تهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة.