أكد الوزير التونسي المعتمد لدى وزير الداخلية مكلف بالأمن، رضا صفر، أن الجزائر مستهدفة من طرف الجماعات الإرهابية الناشطة في ليبيا وتونس، وقال في أول حوار له لصحيفة ”المغرب” التونسية، أنه تم رصد تسلل عدد كبير من العناصر الإرهابية من ليبيا نحو تونس، وشكلت خلايا نائمة ونشيطة قامت من قبل بعمليات إرهابية، وتتحين الفرصة لتنفيذ اعتداءات أخرى، وأوضح أن تمركز أغلبها على الحدود مع الجزائر، لم يكن صدفة، وتابع بأن الإرهاب لا يستهدف تونس فقط بل يستهدف المنطقة ككل. وأبرز الوزير التونسي أن هذه المجموعات الإرهابية اتخذت من ليبيا قاعدة للتدريب والتزود بالسلاح، ومن تونس قاعدة ثانية وامتداد لليبيا، لكن الهدف هو الجزائر، وتابع بأن القاعدة في ليبيا تنطلق من تونس للوصول إلى الجزائر. وأشار أنه بات من الضروري التعامل مع جيوب الإرهاب الموجودة في تونس في إطار معالجة أمنية من خلال محاربة ذا الفكر التكفيري، الذي ينمو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن السلطات التونسية لا تملك أي سلطة على هذه الشبكات التي تنشر من خلالها ثقافة الموت. وكشف المتحدث عن مقاربة قانونية جديدة تهم العائدين من سوريا الذين لم تلطخ أياديهم بالدماء، بهدف إعادة انخراطهم في المنظومة المدنية التونسية وتخليصهم من ثقافة الموت، خاصة وأن هناك من تحول إلى سوريا تحت طائلة الضغط ووجد نفسه في نفق يصعب الخروج منه، مشيرا إلى أن سلطات البلاد ستمنح لهم الفرصة للعودة إلى جادة الصواب في أي وقت، من خلال قانون الرحمة أو التوبة على غرار التجربة الجزائرية، وتابع بأن الحل الأمني لا يكفي، وقال إن ”قانون الرحمة أو التوبة ليس من أسهل القوانين، نحن نستبق الأحداث لأننا نعرف الثمن الباهظ الذي دفعته الجزائر، وكيف انتهى بها الأمر إلى تبني مثل ذلك المشروع، الحل الأمني لوحده ليس حلا، نحن نفكر في كل الجوانب وخاصة في الجوانب الوقائية”.