انطلقت في جنيف، أمس، المحادثات الرباعية التي تضم أوكرانياوروسيا والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة لحل الأزمة الأوكرانية. ويشارك في المحادثات وزراء خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف والاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وأوكرانيا أندري ديشتشيتسا في محاولة منهم لحل الأزمة الدولية المتفاقمة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أعرب الخميس عن أمله في نجاح محادثات جنيف بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال بوتن: ”أعتقد أن بدء المحادثات اليوم (الخميس) أمر هام للغاية، كما أنه من المهم الآن أن نفكر معا بشأن كيفية التغلب على هذا الوضع وتوفير حوار حقيقي للشعب”. ولم يستبعد بوتن إرسال قوات روسية إلى شرق أوكرانيا، وقال إنه يأمل ألا يحتاج لذلك وأن تفيد الدبلوماسية في حل الأزمة هناك. وقال بوتن في لقاء تلفزيوني، أجاب خلاله على أسئلة عبر الهاتف من المشاهدين ”أذكركم بأن المجلس الاتحادي (الغرفة العليا للبرلمان) منح الرئيس حق استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا”. وأضاف: ”أتمنى فعلا ألا أضطر لممارسة هذا الحق، وأن نتمكن من حل كل القضايا الملحة اليوم من خلال وسائل سياسية دبلوماسية”. وبخصوص علاقة روسيا بالدول الغربية، قال الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا تسعى إلى علاقات طيبة مع الغرب لكنها لن تسمح لأي أحد بالمزايدة على سعيها في هذا المجال. وفي حوار متلفز مباشر مع المواطنين الروس أمس قال بوتين: ”إننا جزء من الحضارة المسيحية المشتركة.. نسعى إلى علاقات جيدة، لكن لا يمكننا أن نسمح بأن يقوم أحد بالمزايدة في هذا الأمر، أي أن تُبنى هذه العلاقات الجيدة على حساب تراجعنا باستمرار عن مصالحنا”. وأشار إلى أن هذا النوع من السياسة قد أوصل روسيا إلى حد لم يعد التراجع عنه ممكنا، ”ولذلك قلنا إن لدينا مصالحنا أيضا”. وتابع الرئيس الروسي قائلا: ”لكننا نريد بناء علاقات جيدة مع جميع شركائنا في الغرب كما في الشرق، وأثناء عملية بلورة المواقف نحتاج إلى أكبر قدر من التنوع في وجهات النظر”. وفي رد على سؤال طرحه الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن حول إمكانية قيام المخابرات الروسية بجمع المعلومات بشكل واسع على غرار ما فعلته الاستخبارات الأمريكية وتسبب في اندلاع فضيحة تسريبات وثائق سرية قام بها سنودن. قال بوتين أن المخابرات الروسية لا تقوم بالتنصت على مواطني البلاد على نطاق واسع، مشيرا إلى أن روسيا لا تملك الوسائل الفنية والأموال التي تملكها الولاياتالمتحدة للقيام بمثل هذا التنصت. وأضاف أن الأجهزة الخاصة في روسيا تعمل تحت رقابة صارمة من جانب الدولة والمجتمع، وكان مسؤولون أميركيون قالوا الأربعاء إن واشنطن لا تتوقع انفراجا مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية في اجتماع في جنيف. وقالوا إن من المنطقي افتراض أن مزيدا من العقوبات ستفرض على روسيا إذا لم يتحقق تقدم في الاجتماع. وأضاف المسؤولون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، إنهم يعتقدون أن الرئيس الروسي يتصور أن تكون أوكرانيا اتحادية بما يسمح لموسكو باستخدام حق الاعتراض لتعطيل قراراتها. وطالبت روسيا في وقت سابق الحكومة الجديدة في كييف، التي حلّت محل حكومة الرئيس السابق الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش، بتحويل الدولة إلى اتحاد فيدرالي غير مركزي. ورفضت أوكرانيا هذا المطلب، لكنها وعدت بمنح إدارات مدنها المزيد من الصلاحيات.