تشهد الساحة الدولية، تحركات دبلوماسية مكثفة في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة الأوكرانية، حيث قررت الولاياتالمتحدةوروسيا إجراء محادثات لتخفيف حدة التوتر، بينما يعزز الغرب جهوده لإقناع موسكو بسحب قواتها وإعادتها إلى قاعدة في شبه جزيرة القرم وتفادي خطر نشوب حرب. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، على هامش اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان في باريس، إن جميع الأطراف تعمل جاهدة لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، مشددا على ضرورة استبعاد الخيار العسكري. وأعلنت السفارة الأميركية في باريس، أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التقى مع نظيريه البريطاني وليام هيغ والأوكراني أندري ديشتشيتسا، لكن محاولة الولاياتالمتحدة وبريطانيا الجمع بين روسياوأوكرانيا أخفقت في اجتماع باريس. ورغم هذا الإخفاق، فقد أكد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، أن كل الجهود الدبلوماسية ستبذل للجمع بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني. وبموازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا لن تسمح بحمام دم في أوكرانيا، وشدد على عدم السماح بأيّ اعتداء على حياة وصحة أولئك الذين يعيشون هناك بمن فيهم الروس. وفي بروكسل، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) اتفاقا مع روسيا لعقد محادثات ثنائية في قمة طارئة عقدت، أمس. وكان الأمين العام للناتو، أندرس فوغ راسموسن، قد اعتبر التدخل الروسي بأوكرانيا خرقا للمواثيق الأممية والأوروبية. يأتي ذلك في وقت وصل فيه مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى سيمفروبول عاصمة شبه جزيرة القرم، بناءً على دعوة من الحكومة الأوكرانية للاطّلاع على الأوضاع والتطورات عن قرب. وقال مراسلون، إن هذه الخطوة تشكل رسالة عملية على الأرض لتزويد الغرب بمعلومات عن الوضع في القرم وما تقوله موسكو عن تعرض مواطنيها لأعمال عنف أو اضطهاد. ومن كييف، كان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وجه انتقادات حادّة لموسكو، متّهما إيّاها بالسعي لإيجاد ذريعة لاجتياح أوكرانيا. وندد الوزير الأميركي بما اعتبره العمل العدواني لروسيا ضد أوكرانيا، لكنه تدارك بالقول إن بلاده لا تسعى إلى مواجهة مع موسكو. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقال، إن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا إن تمّ فهو تدخل شرعي، لأنه جاء بناءً على طلب ممن وصفه بالرئيس الشرعي لأوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش، لكنه قال إن خيار التدخل العسكري سيكون الأخير. وحذر بوتين من أن أيّ عقوبات ستكون لها أضرار على الطرفين، واحتفظ بالحق في اللجوء إلى القوة لحماية المواطنين الروس بأوكرانيا. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أبلغ مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، أن الاتفاق الذي أبرم بوساطة الاتحاد في 21 فيفري يجب أن يكون الأساس لتحقيق الاستقرار بأوكرانيا. وعلى الأرض، أفادت الأنباء بأن قوات الأمن الأوكرانية أعادت السيطرة على مبنى الحكومة المحلية في مدينة دونيسك، مسقط رأس الرئيس الأوكراني المخلوع، وقامت بإنزال العلم الروسي عن المبنى. وقبل ذلك، أحكمت قوات روسية سيطرتها على قاعدة بلبيك الجوية الواقعة على مشارف سيفاستوبول في شبه الجزيرة. كما سيطرت تلك القوات على معبر بحري يربط القرم بروسيا، في حين أغلق مسلحون مؤيدون لموسكو منفذا بريا صغيرا يربط القرم بأوكرانيا بعد وصول تعزيزات من المدرعات إلى المنطقة، وتحدثت سلطات كييف عن دخول مروحيات عسكرية روسية إلى القرم دون إبلاغها طبقا للاتفاقيات الثنائية.