تحيي منظمة الصّحة العالمية أسبوع التمنيع العالمي لسنة 2014 تحت شعار المعرفة والتحقق والحماية. ويعد التمنيع واحدا من أكثر التدخلات الصحية نجاحاً وفعالية من حيث التكلفة. فهو يمنع ما بين 2 و 3 ملايين حالة وفاة كل عام، وهو حالياً لا يحمي الأطفال فقط من الأمراض التي كانت تتوفر لها لقاحات منذ سنوات عديدة - مثل الخناق والكزاز وشلل الأطفال والحصبة - بل يحميهم أيضاً من أمراضٍ من قَبيل الالتهاب الرئوي والإسهال الناجم عن الفيروسة العجلية، وهما من أكبر قتلة الأطفال دون سن الخامسة. وعلاوة على ذلك، فإنه من الممكن الآن حماية المراهقين والبالغين من أمراض قد تشكل تهديدا لحياتهم، مثل الإنفلونزا والتهاب السحايا والسرطانات منها سرطان عنق الرحم وسرطان الكبد، وذلك بفضل لقاحات جديدة ومتطوّرة. وسعيا منها لضمان مستقبل صحي لكافة سكان المعمورة، تضمنت الرسالة التي بعث بها الأسبوع العالمي للتمنيع في هذا العام مفاتيح صحية تم اتخاذها كشعار خلال تنظيم الأسبوع، هي المعرفة والتحقق والحماية، والذي سيُقام في الفترة من 24 إلى 30 أفريل. كما أصدرت شريط فيديو قصير يشجع الناس على التقدم من عيادتهم الصحية المحلية لمعرفة اللقاحات التي تلزمهم والتحقق من مدى حداثة عمليات تلقيحهم والحصول على ما يلزمهم من لقاحات عندما يحتاجون إليها. ورغم النجاح المحقق لايزال 1 من كل 5 أطفال مهمَلين. ففي عام 2012 لم تصل خدمات التمنيع الروتينة إلى ما يقدر بنحو 22.6 مليون رضيع. ويعيش أكثر من نصف هؤلاء الأطفال في 3 بلدان فقط؛ هي الهند وإندونيسيا ونيجيريا. وإن عدم كفاية الإمداد باللقاحات، ونقص فرص الوصول إلى العاملين الصحيين، وعدم كفاية الدعم السياسي والمالي، يفسر وجود نسبة كبيرة من الناس الذين يبدؤون بجداول التمنيع الوطنية لكنهم لا يتمونها. ومن ناحية أخرى فإن قلة المعرفة عن التلقيح تعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي تفسر اختيار البالغين - عن وعي - لعدم التماس التلقيح لأنفسهم أو عدم تلقيح أطفالهم. وتسعى حملة أسبوع التمنيع العالمي لهذا العام إلى معالجة الفجوة المعرفية التي يمكن أن تمنع الناس من التماس التلقيح. وتمثلت الأهداف المحددة في جعل الناس في جميع أنحاء العالم يعرفون ما هي اللقاحات المتوفرة للحماية من المرض، وتحفيزهم للتحقق من حالة التلقيح لديهم ولدى أسرهم، ومساعدتهم على التماس اللقاحات التي يحتاجون إليها من ممارس الصحة المحلي. وتعد زيادة فهم الناس لفوائد التلقيح أحد الأهداف الرئيسية لخطة العمل العالمية المعنية باللقاحات، والتي توفر الإطار لجهود التمنيع عبر العالم، وقد أقرتها جمعية الصحة العالمية في عام 2012. وتهدف الخطة إلى تحسين الصحة من خلال توسيع نطاق الفوائد الكاملة للتمنيع - بحلول عام 2020 وما بعده - لتشمل جميع الناس، بغض النّظر عن مكان ولادتهم أو هويتهم أو المكان الذي يعيشون فيه. ويذكر أنه خلال احتفالية هذا العام التشجيع على استخدام الهاتف المحمول وتقنيات الإنترنت كبديل عن لصق الإعلانات الخاصة بالحملات أو الفعاليات - مثل دورات المعلومات العامة وورش العمل.