تدعمت ولاية سكيكدة بموقعين سياحيين في إطار البرنامج الوطني الذي أعدته وزارة السياحة، لإنشاء هياكل سياحية علي الساحل الجزائري لاستقبال المصطافين الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على الشواطئ طيلة الثلاثة أشهر من فصل الصيف. ختيرت بلدية كركرة في الجهة الغربية للولاية لإقامة مجمع سياحي في شاطئ بن زويت بواسطة البناء الجاهز يمتد علي مساحة تقدر بخمسة هكتارات ونصف الهكتار، ويقام فيه مائة ”بنغالون” بالبناء الجاهز، وكذلك مائة خيمة عائلية ومطعم ومنشآت للخدمات ومكان لتوقف السيارات. أما الموقع السياحي الثاني الذي استفادت به الولاية، فقد تم تحديده قي شاطي قرباز شمال مدينة عزابة، ويتسع لثلاثة هكتارات وتقام فيه ستة وأربعون خيمة عائلية بالبناء الجاهز مع مختلف المرافق الخدماتية. واختير الموقعان، حسب مصالح مديرية السياحية، وفق معطيات عديدة منها توفر شبكات الطرق وقربها من المحاور الوطنية الكبيرة وتوفر الأراضي المخصصة في إطار مناطق التوسع السياحي وتردد المصطافين على هذه الشواطي ذات الصبغة المميزة المتصفة بالجمال والهدوء والراحة. ويوفر الموقعان سبعين منصب عمل دائم وخدمات متعددة وواسعة تساهم علي الأمد القريب في إنعاش الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسكان عدة بلديات قريبة من الموقعين. الأشغال تنطلق بداية ماي المقبل.. أشغال إنجاز الموقعين ستبدأ عمليا بداية ماي القادم وتنتهي مع دخول موسم الاصطياف، لأن البناء يتم بالجاهز ولا يستدعي مدة طويلة، ما يوفر للمصطافين مرافق الأولى من نوعها بالولاية التي تعاني، كما هو معلوم، من نقص فادح ومزمن في المنشآت والهياكل الخفيفة المسخرة لاستقبال المصطافين رغم ترتيب سكيكدة كولاية سياحية من الأوائل على الصعيد الوطني. ويقدر عدد المصطافين الذين يقصدون شواطئ سكيكدة كل سنة بين ثمانية إلى خمسة عشر مليون شخص، يأتون من ولايات شرق البلاد وجنوبها. ومن بين الشواطئ التي يزداد الإقبال عليها تامانار بالقل وواد بيبي وواد طانجي بكركرة وسطورة وشواطئ منطقة الرميلة بالمرسي وكاف فاطمة وقرباز بعزابة. ويقضي عدد كبير من المصطافين كل سنة أياما رائعة وجميلة علي الشواطئ، ولكن نسبة كبيرة منهم تبيت في العراء وفي الغابات المجاورة للشواطئ تحت حراسة الدرك والأمن الوطني، نظرا لعدم وجود مخيمات عائلية تأويهم كما كانت زمن السبعينيات والثمانينيات. ويلاحظ أن المخيمات العائلية التي أنشئت مع بداية ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين قد أزيلت كلها، منها المخيم الضخم الذي كان موجودا في منطقة العربي بن مهيدي السياحية، والذي قدم علي مدى ثلاثين سنة خدمات سياحية وترفيهية مازال مصطافو الولايات الداخلية والجنوبية يتذكرونه، غير أنه اختفى من الوجود في ألفين وعشرة بقرار من بلدية سكيكدة التي منحته للشركة الكورية الجنوبية لاستخدامه كقاعدة للحياة لعمالها العاملين في مشروع تجديد مركب تكرير البترول. وتمتلك الولاية مواقع سياحية فريدة من نوعها علي الصعيد الوطني، منها شاطئ تامانار بالقل وشواطئ واد طانجي وواد بيبي بالزويت وشواطئ الجهة الشرقية للولاية. غير أن هذه المرافق التي أنشئت من حولها مناطق للتوسع السياحي بلغ عددها تسعة لم تعرف أي نشاط استثماري حقيقي لحد الآن بعد مرور عشرية كاملة، ومازالت تنتظر مخططات عملية من الوزارة لتفعيل وتنشيط الاستثمار السياحي الحقيقي الكفيل بخلق ثروة اقتصادية وتطور اجتماعي ونهضة كبرى في قطاع الخدمات.