اسكيكدة استقبلت 5 ملايين ونصف مصطاف هذا العام قبلت شواطئ سكيكدة قبل رمضان أزيد من خمسة ملايين وخمسمائة ألف مصطاف مقابل مليونين وستمائة وأربعين ألف خلال العام الماضي، حسب إحصائيات تابعة لمصالح الحماية المدنية للولاية، واحتلت سكيكدة بذلك المرتبة الثالثة على المستوى الوطني بعد ولايتي الجزائر العاصمة وعين تيموشنت، والمرتبة الأولى في ما يخص النجاح في تحضير الشروط المادية لاستقبال المصطافين حسب تقدير وزارة السياحة مقدمة عشية رمضان وقد كانت شواطئ العربي بن مهيدي شرق مدينة سكيكدة وتلزة بالقل وكاف فاطمة وقرباز بعزابة وشواطئ مدينة المرسى في أقصى الجهة الشرقية للولاية كالعادة الأماكن المفضلة لدى المصطافين الذين قدموا أغلبهم إلى سكيكدة من الولايات الداخلية بشرق البلاد ومن الجنوب الشرقي للوطن ويلاحظ أن الشواطئ الممنوعة عن حركة الاصطياف وخاصة شواطئ تمانار ومرسى الزيتون ووادي بيبي ووادي طانجي ووادي الزهور الواقعة كلها غرب الولاية، قد أخذت هذه السنة نصيبها من المصطافين الذين توافدوا عليها طيلة الشهرين الماضيين بأعداد كبيرة خصوصا من ولايتي سكيكدةوقسنطينة رغم إنعدام وسائل المواصلات تجاهها وتزايد المخاوف الأمنية وانعدام وسائل الإقامة داخلها من المياه الصالحة والمراحيض العمومية والإنارة.حركة المرور بين قسنطينةوسكيكدة، النقطة السوداء وعلى الرغم من أن ولاية سكيكدة نجحت بامتياز في تهيئة غالبية الشواطئ العشرين المفتوحة رسميا أمام حركة الاصطياف منذ نحو عشرة سنوات من خلال تجهيزها بحنفيات عمومية للمياه الصالحة وشبكات للصرف الصحي والانارة العمومية والاتصالات الهاتفية وأقامت على طول هذه الشواطئ مراكز أمنية للدرك والأمن الوطني والحماية المدنية المجهزة بإمكانيات متطورة للتدخل والانقاذ ومراكز صحية مدعمة بأطباء وإطارات شبه طبية إلا أن المصطافين ولاسيما الذين يفدون على سكيكدة من الولايات المجاورة ومنها قسنطينة وأم البواقي وسطيف والبرج وباتنة وخنشلة أصبحوا مترددين كثيرا في الذهاب إلى شواطئ الولاية وباتوا يفضلون شواطئ ولايتي جيجل وبجاية عليها وهو ما أكده أعضاء المجلس الشعبي للولاية خلال دراستهم لملف السياحة منتصف جويلية الماضي وذلك لاعتبارات وعوامل كثيرة بات التطرق إليها والتصدي لها أمرا حتميا، فالمصطافون الذين يأتون من هذه الولايات يقطعون وقتا لا يقل عن ساعات بين قسنطينةوسكيكدة للوصول إلى الشواطئ جراء الازدحام الشديد في حركة المرور عبر الطريق الوطني رقم 3 والذي تفاقم منذ بداية جويلية بعد إقدام بلديةعين بوزيان على إقامة ممهملات بمرتفعات الكنتور عند المخرج الجنوبي للبلدية وهو ما زاد في صعوبة الحركة وفي إطالة مدة الرحلة بين المدينتين يضاف إلى ذلك اإقدام الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية على إلغاء القطار الرابط بين قسنطينة وكل من ولايتي سكيكدةوجيجل بمعدل رحلة صباحية تنقل مصطافي قسنطينة وما جاورها صباحا وأخرى مسائية تعيدهم الى ديارهم وامتناع الشركة عن إعادة هذا الخط الى الخدمة رغم النداءات المتكررة للعديد من الناس والهيئات.نقص فادح في هياكل الاستقبال وفي المخيمات العائلية المصطافون الذين يأتون من هذه الولايات لا يجدون المرافق التي يقيمون فيها فالفنادق ورغم بعدها عن البحر وتمركزها في مدينة سكيكدة ورغم غلائها أصبحت محجوزة من الشركات الأجنبية العاملة بالمنطقة الصناعية البتروكيماوية والمخيم العائلي الوحيد الذ ي كان العام الماضي يستقبل مصطافي الولايات الداخلية بالعربي بن مهيدي تم تأجيره هذه السنة الى شركة كورية تعمل على إنجاز مصنع بتروكيماوي بالمنطقة الصناعية في مالم تبادر بلدية سكيكدة إلى استحداث مخيمات عائلية أخرى منذ سنة 1984 تاريخ انشاء هذا المخيم العائلي على الرغم من الطلبات العديدة التي تصل إلى البلديات السياحية للولايات من الجمعيات والهيئات وبعض المتعاملين في المجال السياحي لكراء وتشغيل هذه المخيمات والطلبات المتزايدة عليها من المصطافين ذاتهم بالنظر لانخفاض أسعارها كثيرا بالمقارنة مع باقي هياكل الاستقبال الأخرى وقربها من البحر وتوفرها على الحماية الأمنية وعلى كل شروط الإقامة. والملاحظ كذلك أن الرحلات التي اعتادت الوكالات السياحية والمتعاملون الخواص على تنظيمها خلال العطل الأسبوعية وطيلة شهر جويلية من كل سنة قد إنخفضت هي الأخرى هذه السنة بسبب المشاكل التي يتعرض لها الناقلون أثناء قطع المسافة بين قسنطينةوسكيكدة واضطرار العديد منهم إلى العودة في ساعة متأخرة سيما ناقلو الولايات البعيدة.شواطئ غير نظيفةالمصطافون سواء المحليون أو الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن هذا الموسم اشتكوا من عدم توفر الثقافة في الشواطئ ذات الإقبال الكثيف من انتشار الفضلات التي يتركها المصطافون عند مغادرتهم للشواطئ وهو ما لمسناه خلال الجولات التي قمنا بها لبعض شواطئ العربي بن مهيدي وسطورة بحيث أن العمليات المحدودة التي قامت بها الجمعيات في حقل السياحة والبحر ومنها جمعية بريق -21- ورغم اهميتها الدعائية والتحسيسية إلا أنها لم تأت بنتائج ملموسة في ما غاب تماما دور البلديات الساحلية في تنظيف شواطئ بالكيفية المطلوبة وعلى نطاق واسع، كما عانى المصطافون من نقص في وسائل النقل التي تم تجنيدها هذه السنة في إطار المخطط الأزرق والتي اشتملت على حافلات صغيرة تربط المدن بالشواطئ وعرفت إقبالا كبيرا مما يتطلب مستقبلا تجنيد الحافلات الكبرى التابعة للمؤسسة العمومية للنقل الحضري الكفيلة بحل هذه الاشكالية. في المقابل المكلف بتنمية السياحة لمديرية السياحة بالولاية يرى أن موسم الاصطياف لهذا العام كان - حسبه - ناجحا بامتياز من حيث توفير وسائل الراحة للمصطافين والسهر على أمنهم وتجهيز الشواطئ بشبكات الخدمة العمومية في إطار برنامج اللجنة الولائية المكلفة بتحضير موسم الاصطياف وينبغي - حسبه - التريث وانتظار نهاية شهر سبتمبر القادم لتقديم تقييم رسمي للجنة المكلفة بذلك، ومن ثمة الحكم على موسم الاصطياف بالناجح أو غير ذلك.