بلغ حجم استثمارات الشركات الصينية الناشطة في قطاع البناء في الجزائر 14 مليار دولار في ظرف 8 سنوات الأخيرة، مما يجعل بلادنا ثاني سوق للشركات المقاولاتية الصينية في إفريقيا بعد نيجيريا، فقد استحوذ قطاع البناء على اهتمام رجال الأعمال الصينيين مما جعلهم يتهافتون للظفر بمشاريع الخماسي المقبل، خاصة أن المنافسة على أشدها مع الشقيقة المغرب التي تستهدف الاستحواذ على مكانة الجزائر في شراكتها مع العملاق الصيني. المغرب يضارب للاستحواذ على مكانة الجزائر كأول شريك للعملاق الآسياوي وحسب ماجاء في نص البيان الصادر بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 55 للعلاقات الجزائريةالصينية، جددت الصين طموحها في تعزيز تعاونها الإستراتيجي مع الجزائر والدفع باتفاقيات الشراكة في شتى المجالات، خاصة أن الجزائر تعد البلد العربي الأول الذي أبرم هذا النوع من الشراكة مع الصين ”الشراكة الاستراتيجية العامة”، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون في كل المجالات. حيث ترى الصين بلادنا شريكا اقتصاديا هاما في الحوض المتوسط والعربي، فقد عبرت الصين، حسب ذات البيان، عن استعدادها للعمل مع الطرف الجزائري في سبيل التطوير والتحديث والمضي إلى الأمام من خلال شراكة استراتيجية كاملة. وقد عرفت العلاقات الاقتصادية بين البلدين دفعا حقيقيا بداية من سنة 2000 ليتم إنشاء ”الشراكة الإستراتيجية العامة” بعد 10 سنوات من ذلك، وحسب آخر الإحصائيات فقد فقدت فرنسا مكانتها كأول متعامل اقتصادي مع الجزائر للصين في 2013، هذه المكانة التي احتفظت بها الصين خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، حسب ما كشفت عنه الجمارك الجزائرية في حصيلتها الأخيرة، ببلوغ قيمة صادرات الصين نحو الجزائر 1.87 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2014 لتليها فرنسا ب 1.67 مليار دولار. كما تعد الجزائر الشريك التجاري الأول للصين في المنطقة وأكبر سوق للتصدير في المغرب العربي، حيث تهيمن المبادلات التجارية بين البلدين على أزيد من 40 بالمائة من معاملات الصين في الحوض المغاربي، والذي يقارب 21 مليار دولار، كما بلغت قيمة الاستثمارات 14 مليار دولار في ظرف 8 سنوات. وحسب ما كشفته الوكالة الصينية ”كزينهوا”، فقد استثمرت الشركات صينية الجنسية في الجزائر أزيد من 20 مليار دولار في قطاعات عدة خاصة البناء والأشغال العمومية، وحسب تحقيق مكتب ”ثينك ثانك ”الأمريكي فقد بلغت استثمارات الشركات الصينية في الجزائر (بين 2005 و2013) 14 مليار دولار، مما جعل الجزائر ثاني سوق للشركات المقاولاتية الصينية في إفريقيا بعد نيجيريا وواحدة من بين أهم 15 شريكا لها عبر العالم. وحسب ذات التحقيق، فإن قطاعات البناء هي التي تستحوذ على اهتمام الشركات الصينية خلال السنوات الأخيرة، على غرار فوزها بتجسيد مشروع الطريق السيار شرق - غرب، المقر الجديد لوزارة الشؤون الخارجية، مشاريع السكن والجامع الكبير بالعاصمة. وهو ما يعطي استشرافا لمستقبل التعاون الجزائريالصيني. المغرب يطمح لتحويل بوصلة العملاق الآسياوي إليه من جهته، يطمح المغرب إلى تحويل بوصلة العملاق الآسياوي إليه. وحسب ما نقله موقع ”إيلاف”، فإن مهمة المغرب في ذلك ليست ”مستحيلة”، حسبه، إذ يرى المحلل السياسي المختص في قضية الصحراء والشأن المغاربي عبد الفتاح الفاتحي، فالمغرب يتمتع بإمكانيات تؤهله لذلك، مضيفا ”السببان هما: الأول يتجلى في أن التغييرات الجيوسياسية كفيلة بأن تحدث صدمة في طبيعة ونوعية العلاقات الدولية ما لم يكن فيها المحدد الاقتصادي مهمًا، في عالم أحادية القطبية، أما السبب الثاني فيتمثل في أن الجزائر لم يكن لها مع الصين غير التحالف السياسي التقليدي في زمن ازدهار الاشتراكية، إضافة إلى بعض الاستثمارات المحلية التي قامت بها الصينبالجزائر، والمتعلقة بإقامة مشاريع سكنية وبناء طرق سيارة فقط”.