كشف أمس رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي لوهران بروفسور عتو بوزيان، وتزامنا لليوم العالمي لداء الربو الذي يحتل المرتبة الثالثة بعد السرطان ومرض القلب والكلى، عن تسجيل 90 ألف إصابة بداء الربو، الذي بدأ في انتشار مقلق نتيجة تراكم العديد من الأسباب والتي يبقى في مقدمتها الثلوت البيئي والمنزلي، حيث تشهد مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي لوهران استقبال يوميا ما بين 60 إلى 80 حالة مرضية تعاني من أزمات تنفسية حادة ومن الربو، وذلك نتيجة التلوث البيئي الحاصل خاصة بالعديد من بلديات الولاية التي تبقى طرقاتها غير معبدة، ما يسمح بانتشار الغبار والأتربة والأوساخ بالشوارع. كما هو حال طرقات بلدية سيدي الشحمي وحاسي بونيف والساني وغيرها من المناطق والأحياء الأخرى التي تسجل فيها القطاعات الصحية نسبة عالية من المرضى المصابين باختناقات تنفسية وأزمات حادة على مستوى الجهاز التنفسي والتي تكون بداية الأعراض للإصابة بالربو، الذي أصبح يفتك أيضا بأبناء المنطقة البتروكيماوية من أبناء أرزيو، إلى جانب التلوث المنزلي من غبار للأفرشة والتدخين وغيرها من العوامل الأخرى التي زادت من مضاعفة عدد الإصابات. من جهته كشف مسؤول بمديرية الصحة بوهران، أن عدد المرضى المصابين بالربو قد انتقل من 3 إلى 8 بالمائة وهو الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر، ويتطلب خلق اليات وتنسيق الجهود بين السلطات المحلية ومديرية الصحة. وهذا من أجل مكافحة التلوث الحاصل بدعم البلديات بمشاريع تنموية من شأنها أن تحد من ظاهرة التلوث البيئي القائم. فيما تسجل من جهتها المصالح الطبية بالمؤسسات التعليمية نسبة عالية من التلاميذ الذين يعانون من المرض. وذلك في ظل نقص التكفل الطبي ونقص كبير في الأدوية المخصصة لمكافحة المرض. وهو ما بات يسبب حدوث اختناقات خطيرة للعديد من المرضى المصابين بالربو، خاصة من الفئات الهشة من المجتمع والتي لا تتوفر على بطاقة الشفاء ولا يتسنى لها الحصول على الدواء، ما يجعلها عاجزة عن شراء الأدوية وإجراء الفحوصات الطبية بأتباع أسلوب المراقبة الطبية، حيث تكون هذه الشريحة عرضة لمضاعفات صحية خطيرة وبالتالي تكون قريبة من الموت.