أكد أمس، عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أن لجوء النظام إلى القيام ”بإصلاحات تجميلية” يفك بها عزلته ويعطي لأنصاره موضوعا للحديث، بينما تشكل لخصومه غير المبدئيين ”حبلا للنجاة”، أنها بمثابة ”صفعة” لخصومه المبدئيين، تشتتهم وتلهيهم عن التركيز في ما هو أهم، وليعطي للخارج المتواطئ معه واجهة ديمقراطية ترفع عنهم العتب والحرج. فسر مقري سبب لجوء السلطة إلى هذه الخطوة بأن المعارضة الجادة المبدئية هي هذه المرة أكثر جدية وعزما، وهي الممثلة في الأحزاب والشخصيات والمجتمع المدني، مشيرا في مشاركة له بصفحته الخاصة على الفيسبوك، إلى أن المعارضة السياسية تنقسم إلى قسمين، منها من يعيش حالة أزمة داخلية ونفسية وفقدان للرؤية، وكأن عمق معارضتها هو البحث عن التموقع الحزبي أو الشخصي فقط، حيث ”ستتعامل مع مبادرات السلطة لاحتواء الساحة السياسية بقدر ما تتيحه له هذه المبادرات من فرص التموقع والانتفاع”. وفي اعتقاد مقري قد يكون هذا الطموح الحزبي أو الشخصي عاليا، كالبحث عن الالتحاق بمن ساند الحاكم المتغلب من قبل فكسب، وقد يكون الطموح بسيطا تافها وهو البحث عن طوق نجاة يخرج الحزب أو الشخص من حالة المواجهة السياسية مع الحاكم المتغلب بغرض الركون إلى الراحة والابتعاد عن حلبة الصراع السياسي السلمي. وتابع بأن هذا النوع من المعارضة ستتحين الفرصة للتعامل مع الإصلاحات التجميلية للحاكم المتغلب، وأما الأقل طموحا فإنه يتمنى أن تحفظ له هذه الإصلاحات الترقيعية ماء الوجه، فتتيح له الخروج من تحمل أعباء التغيير، وواصل بأن هذا الصنف من المعارضة هو الأخطر على المعارضة، وهو الأقدر على تشتيتها من السلطة ذاتها، بل هو أحسن حليف لهذه السلطة ولو بطريقة موضوعية غير مباشرة. أما الأحزاب أو الشخصيات المبدئية يضيف مقري، فإن الأزمة بالنسبة لهم ليست في نفسياتهم وأحزابهم، وإنما هي في الجزائر بلدهم، وحكمهم على كل مشاريع الإصلاح والتغيير هو بمقدار قدرة هذه المشاريع على إخراج البلد من الأزمة، لتكون الجزائر آمنة ومستقرة اليوم وغدا، في زمن هذا النظام وبعده، لا نفوذ فيها للفاسدين والفاشلين، تستعمل مواردها الطبيعية من أجل بناء اقتصاد قوي مستقل عن المحروقات، موضحا أن الأزمة التي يجب أن تحل، بالنسبة لهذا النوع من الأحزاب والشخصيات، ليست أزمة الأحزاب أو الشخصيات، ولا أزمة نظام الحكم وأنصاره وليستأزمة الخارج المتواطئ، إنما هي أزمة الجزائر.