أصدر أمس رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بيانا ناريا قصف فيه المعارضة التي اصطفّت حسبه إلى جانب السلطة وانصاعت لقراراتها ومبادراتها، واصفا إيّاها بالمريضة نفسيا والفاقدة للرؤية. قال مقري في بيان له تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه: (من كان منها يعيش حالة أزمة داخلية ونفسية وفقدان للرؤية، وكان عمق معارضتها هو البحث عن التموقع الحزبي أو الشخصي فقط سيتعامل مع مبادرات السلطة لاحتواء الساحة السياسية بقدر ما تتيحه له هذه المبادرات من فرص التموقع والانتفاع). وواصل مقري وصفه للمعارضة بقوله: (أمّا الأقلّ طموحا فإنه يتمنّى أن تحفظ له هذه الإصلاحات الترقيعية ماء الوجه فتتيح له الخروج من تحمّل أعباء التغيير ولو تطلّب الأمر منه التنازل عن ثلثي مطالبه وتعريض مشروع التغيير للتشتّت، وربّما إعدام فرص كلّ إصلاح في أيّ مجال من المجالات). وفي نفس السياق، اعتبر مقري (أن هذا الصنف من المعارضة هو الأخطر على المعارضة، وهو الأقدر على تشتيتها من السلطة ذاتها، بل هو أحسن حليف لهذه السلطة ولو بطريقة موضوعية غير مباشرة)، وقال على جدار صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) إنه (سيستغلّ هذا النّوع من المعارضة الفرصة للتعامل مع الإصلاحات التجميلية للحاكم المتغلّب، فهي فرصة وطوق نجاة بالنّسبة له، فإن حقّق الأكثر طموحا مبتغاة فسيدخل في الصفّ وإلاّ فسيعود إلى المعارضة من جديد بنفس المقصد وبنفس النهج والبحث عن الفرصة للتموقع الحزبي أو الشخصي)، وأضاف في بيانه أنه كان متوقّعا أن يلجأ النّظام السياسي بعد فرض إرادته في الانتخابات الرئاسية إلى القيام بإصلاحات تجميلية يفكّ بها عزلته ويعطي لأنصاره موضوعا للحديث ولخصومه غير المبدئيين حبلا للنّجاة ولخصومه المبدئيين صفعة تشتّتهم وتلهيهم عن التركيز في ما هو أهمّ، وليعطي للخارج المتواطئ معه واجهة ديمقراطية ترفع عنهم العتب والحرج. وأشار مقري إلى أن ما يحدث لا يهمّه، بل الأهمّ منه هو الندوة الوطنية التي تسعى إلى إحداث التغيير السلمي (الذي يهمّنا في الموضوع ليس أنصار النّظام السياسي ولا الخارج المتواطئ معه وإنما هي المعارضة السياسية الممثّلة في الأحزاب والشخصيات والمجتمع المدني، في ما بينها وداخل كلّ منها). ومن جهة أخرى، قال مقري (هذه الأزمة يجب أن تحلّ بالنّسبة لهذا النّوع من الأحزاب والشخصيات)، مؤكّدا أنها (ليست أزمة الأحزاب والشخصيات ولا أزمة نظام الحكم وأنصاره وليست أزمة الخارج المتواطئ، إنما هي أزمة الجزائر).