قال عبد القادر خرباش، الأمين العام لفيدرالية الحلاقين، إن مهنة الحلاقة الرجالية تواجه خطر الاندثار إذا لم تتدخل وزارة التكوين المهني لإعطاء دفع جديد لها، لأن الشباب لا تجذبهم الحلاقة لأسباب بعضها يتعلق بظروف التكوين، منتقدا عدم توفر مدارس متخصصة في الحلاقة الرفيعة للرجال. أضاف المتحدث، على هامش الندوة الصحفية التي عقدها بالعاصمة للإعلان عن الجائزة الكبرى للحلاقة الرفيعة في طبعتها السابعة، أن الجزائر التي كانت في صدارة الدول المتوسطية في هذا الجانب تواجه اليوم حتمية استيراد الحلاقين من الخارج إذا استمر واقع المهنة مثلما هو عليه. أعلن عبد القادر خرباش، رئيس الفيدرالية الوطنية للحلاقين، أن جائزة الجزائر للحلاقة الرفيعة في طبعتها السابعة ستجري وقائعها يومي الثالث عشر والرابعة عشر جوان 2014 بالمركز الثقافي عبد الرحمان يعلي بالمدنية، وهي مسابقة مفتوحة لكل الحلاقين والحلاقات تهدف إلى اختيار أحسن تسريحة رجالية وأحسن تسريحة نسائية، تمهيدا للمسابقة المغاربية التي يجري التحضير لها مستقبلا قصد إطلاق جائزة أحسن تسريحة مغاربية، حيث تجري حاليا - حسب خرباش - اتصالات مع حلاقين من تونس والمغرب وموريتانيا وليبيا لتنظيم هذا الحدث الذي يهدف إلى الرفع من سقف المنافسة وإعادة الاعتبار لمهنة هي اليوم مهددة بالزوال في الجزائر، خاصة الحلاقة الرجالية التي تشهد تراجعا ملحوظا من سنة إلى أخرى. وقدم خرباش، على هامش حديثه عن مشاكل هذه المهنة آخر الأرقام التي تخص الممارسين لمهنة الحلاقة، حيث تتوفر الجزائر اليوم على 48570 صالون حلاقة رجالي و41275 صالون حلاقة خاص بالسيدات و2289 صالون تجميل و 2024 صالون يجمع بين الحلاقة والتجميل، أي بمجموع 92134 صالون حلاقة وتجميل رجالي ونسائي. ورغم ذلك فإن عدد المشاركين في طبعة العام الماضي لجائزة الحلاقة لم يتجاوز 76 مشاركا من الجنسين. وقال خرباش إن الفيدرالية تطمح إلى الرفع من هذه النسبة واستقطاب أكبر عدد من الحلاقين والحلاقات لإعادة البريق إلى هذه المهنة، التي كان للجزائر السبق فيها، حيث تحصلت مثلا في عام 1982 على جائزة التسريحة الرياضية في الحلاقة الرجالية التي نظمت على هامش كأس العالم. الندوة الصحفية كانت فرصة أمام خرباش لطرح مشاكل المهنة التي تتخبط اليوم في الفوضى وغياب إطار رسمي يشرف عليها، حيث تبقى مثلا الفيدرالية تتخبط بين وزارتي العمل والتكوين والصناعات التقليدية، وكذا غياب التشجيع والمؤازرة، حيث أكد المتحدث أن التسهيلات التي تقدمها الدولة في إطار مشاريع دعم تشغيل الشباب لم تدفع الأجيال الجديدة إلى حب المهنة التي تبقى مهنة فنية بامتياز. ويجد مثلا الحلاقون المحترفون أنفسهم محصورين بين عدة مصاعب مهنية، كالتأمينات والضرائب ومستحقات كراء وتجهيز المحلات، وغالبا ما يتم رفض ملفاتهم التي يقدمونها لوكالات دعم وتشغيل الشباب لطلب القروض قصد تجديد محلاتهم، بينما تقدم كل التسهيلات للشباب الجدد الذين لا يواصل أغلبهم ممارسة مهنة الحلاقة. ويؤكد خرباش أن المتخرجين الجدد يعتبرون الحلاقة مهنة غير مربحة وبالتالي يفضلون العمل في الشركات أو في مشاريع استثمارية تدر عليهم ربحا سريعا. وعن فوضى الأسعار، قال المتحدث إن الفيدرالية وضعت سلم أسعار يخضع لوضعية المحل وطبيعة تجهيزه، حيث يقدر سعر التسريحة في صالون من الدرجة الأولى ب300 مائة دج، بينما حدد سعر التسريحة في الصالون من الدرجة الثانية بين 220 و 240. أما سعر التسريحة في صالون من الدرجة الثالثة فتتراوح بين 100 و 150 دج. وأكد في المقابل أن الأسعار محررة وتخضع للسوق، والحلاق هو المسؤول عن ما ينجر عنها. وفي المقابل اعترف المتحدث بحدوث بعض المشاكل والتجاوزات المسجلة، خاصة في الصالونات النسوية، منها عندما لا يتم احترام معايير النظافة وتعقيم الأدوات، الأمر الذي تنجر عنه أمراض جلدية متنقلة. لهذا دعا المتحدث في الختام وزارة التكوين المهني لدعم المهنة وتوفير إطار أفضل لتكوين نوعي يضمن للمهنة الاستمرارية.