نقلت مصادر على صلة بملف زيارة العاهل المغربي، محمد السادس إلى تونس، ل"الفجر"، أن هذا الأخير يسعى للحصول على تأييد دول جوار ليبيا من بينها تونس، لتدخل عسكري فرنسي في ليبيا، مقابل حصولها على مزايا ومساعدات فرنسية، وقالت نفس المصادر أن الخارجية التونسية أجلت اجتماع قمة وزراء خارجية الدول المغاربية حول الملف الليبي بسبب هذه المناورة المغربية. كشفت نفس المصادر من العاصمة تونس، أن زيارة العاهل المغربي لم تكن لمشاريع ثنائية بين المغرب وتونس التي تعاني أزمة اقتصادية وسياسية، ولا لصالح مشاريع اتحاد المغرب العربي، بل جاء العاهل المغربي محمد السادس إلى تونس حاملا مشروع فرنسي يبحث عن تأييد دول جوار ليبيا، حيث حاول الملك المغربي إقناع الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي، بدعم فرنسا لمباشرة تدخل عسكري في ليبيا، مقابل حصول تونس على مزايا اقتصادية وأمنية فرنسية، منها تأمين قوات فرنسية خاصة للحدود التونسية الليبية، الأمر الذي رفضته تونس جملة وتفصيلا، لما يحمله من عواقب سلبية معروفة عادة في التدخلات الأجنبية العسكرية التي تقودها فرنسا. كما أبلغ الرئيس التونسي حسب نفس المصادر، أن من بين أسباب الوضع المتدهور الذي تعيشه ليبيا، هو إسراع فرنسا ومعها الحلف الأطلسي إلى ضربات عسكرية في ليبيا.وحسب نفس المصادر التي أوردت الخبر ل”الفجر”، فإنه من بين الأسباب الحقيقة التي أدت إلى إعلان تونس لقرار تأجيل قمة كانت مقررة أمس، بين وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي لبحث الوضع الأمني المتأزم في ليبيا، هو المناورة الفرنسية التي حملها الملك المغربي إلى الرئيس التونسي بخصوص ليبيا، وجاء تكليف فرنسا للعاهل المغربي في وقت تبذل فيه الجزائر جهود دبلوماسية كبيرة لحل الأزمة الليبية بهدوء، كما جاءت في وقت فقدت فيه فرنسا نفوذها بتونس مع سقوظ نظام زين العابدين بن علي، كما يحرص المغرب على مواصلة ولائه لفرنسا طمعا في استمرار دعم باريس للاستعمار المغربي في الصحراء الغربية في الهيئات الدولية والأممية.