عبر زعيم الحزب الشيوعي التونسي، حمة الهمامي، في تصريح خاص ل”الفجر”، عن مساندته للثورة الليبية ضد نظام القذافي، إلا أنه انتقد المجلس الانتقالي الليبي معتبرا بأنه شرع لتواجد قوات أجنبية في المنطقة، داعيا إياه إلى مراجعة سياسته واعتماده على نفسه دون التدخل الخارجي نطالب بمبادرة جزائرية تونسية لحل سلمي للأزمة الليبية نؤيد الثورة الليبية ونرفض لجوء المجلس الانتقالي إلى التدخل الخارجي كما أكد السياسي التونسي وجود محاولات فرنسية أمريكية لاستخدام الأجواء والأراضي التونسية لتسليح المعارضة الليبية، معبرا عن رفضه التام وتصديه مع كل قوى المعارضة التونسية لأي تجاوب من الحكومة المؤقتة التونسية لهذا المطلب الغربي، ودعا الجزائر إلى صياغة مبادرة تدعمها تونس لحل الأزمة الليبية والتخلص من القذافي خدمة لاستقرار ليبيا وكل دول الجوار. أكد زعيم الحزب الشيوعي التونسي، حمة الهمامي، في تصريح خاص ل”الفجر” أن تونس في البداية عبرت عن مساندتها اللامحدودة للشعب الليبي الشقيق ضد استبداد القذافي، إيمانا من الشعب التونسي بأن الليبيين لهم الحق المشروع في النضال ضد استبداد القذافي والحصول على الحرية والديمقراطية. لكن في نفس الوقت عبر المعارض الليبي عن رفضه كسياسي تونسي لأي تدخل خارجي في ليبيا، مؤكدا معارضته “لتدخل الناتو لأن تدخله لم يأت لتحقيق أغراض إنسانية بل جاء من أجل السيطرة على نفط ليبيا وثرواتها أولا وقبل كل شيء، وإلا فكيف نفسر عدم تدخل الناتو في البحرين واليمن رغم وقوع مجازر ولماذا لم يتدخل في جرائم إسرائيل خلال عدوانها على غزة ولبنان... واعتبر السياسي التونسي في حديثه ل”الفجر” أن فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية تحركت أساسا نحو ليبيا من أجل صيانة مصالحها الخاصة “وهي تتلكأ اليوم وتبحث عن مساومات تخدم مصالحها في المنطقة”. ورغم تمسك السيد حمة الهمامي بتأييده للثورة الليبية ضد الاستبداد، إلا أنه انتقد لجوء المجلس الانتقالي الليبي إلى القوى الأجنبية عن المنطقة لدعمه، محذرا من عواقب مثل هذا التدخل على دول المنطقة برمتها “نحن وإن كنا نؤيد الثورة إلا أننا نتحفظ على سلوك المجلس الانتقالي الذي شرع للتدخل الأجنبي في ليبيا، لأن هذا لا يفيد الشعب الليبي، بل على العكس من ذلك تماما هذا يضر بالليبيين وحتى بدول الجوار بما فيها تونسوالجزائر”. ودعا زعيم الحزب الشيوعي التونسي المجلس الانتقالي الليبي لضرورة مراجعة مواقفه واللجوء إلى الاعتماد على نفسه دون تدخل أياد أجنبية قد تسرق ثورته: “نتمنى أن يتدارك الانتقالي الليبي الأمور ويصلح الأوضاع ويتولى بنفسه الكفاح وإسقاط النظام دون أي تدخل خارجي”. وعن خبر سيطرة المنتفضين الليبيين على أحد معابر الحدود التونسية الليبية وإمكانية استخدام المعبر كممر لتسليح المنتفضين، خاصة مع الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي لتونس، أكد الهمامي أنه “بالفعل توجد محاولات فرنسية وأمريكية من قبل واليوم لإقناع الحكومة التونسية بفتح المجال الجوي والأرضي التونسي، وهو ما نخشاه نحن كقوى معارضة ونحن نرفض ونعارض أي استعمال للمجال التونسي الجوي أو الأرضي وسوف نتصدى لأي تجاوب من الحكومة التونسية الانتقالية مع هذا المطلب الغربي”. وحول ما إذا كانت الحكومة الانتقالية التونسية استجابت للطلب الفرنسي الأمريكي لاستخدام أراضيها وجوها كمناطق عبور للسلاح إلى ليبيا، أكد السيد حمة أن “الحكومة التونسية لا تخضع لأي مراقبة وهي لا تعلم الشعب التونسي بكثير من القضايا والتحركات، لكننا لن نسمح بأي محاولة من الحكومة التونسية للتدخل في ليبيا من قبل قوات الناتو، لأن ذلك يشكل خطرا على الأمن التونسي أولا وأمن المنطقة ككل”. وفضل السياسي المعارض التونسي بدلا من تدخل القوى الأجنبية، اعتماد تحرك عربي بل من دول الجوار لحسم الأزمة الليبية، معتبرا أنه “من الأفضل أن توجد مبادرة جزائرية تونسية تبحث عن حل سلمي يخلص ليبيا من القذافي ويمكن الشعب الليبي من الوصول إلى الديمقراطية، وستكون مثل هذه المبادرة مفيدة للشعب الليبي والجزائريوالتونسي ونجاح الثورة واستقرار ليبيا سيفتح المجال لمزيد من التعاون بين دول المنطقة”.