ملك المغرب يولي أهمية كبيرة لدول جوار الجزائر؟ عاد الملك المغربي محمد السادس أمس إلى الحديث عن الحدود المغلقة مع الجزائر معتبرا ذلك عرقلة لمسار بناء المغرب العربي، وقال أن ذلك يتناقض مع الميثاق المؤسس للاتحاد، واستغل العاهل المغربي فرصة خطابه أمام البرلمان التونسي ليرسل رسائله غير الودية تجاه الجزائر . ويقوم محمد السادس بزيارة لتونس منذ الجمعة يرافقه فيها 11 وزيرا و90 رجل أعمال. وعرف اليوم الثاني من الزيارة «إشاعة» تم تداولها على نطاق واسع في مواقع الكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث نقل موقع الكتروني تونسي أمس حادثة ديبلوماسية وقعت بين الرئيس محمد منصف المرزوقي وضيفه، وذكر الموقع استنادا إلى مصادر ديبلوماسية أن الملك شتم الرئيس وقطع زيارته بعد أن تحدث المرزوقي عن القضية الصحراوية. لكن ناطقا باسم الرئاسة التونسية كذب الخبر ووصفه بالعبثي ونفى أن يكون الطرفان تطرقا للقضية الصحراوية، في توضيح نشره نفس الموقع (بيزنس نيوز). وتطرح زيارة محمد السادس لتونس الكثير من الأسئلة، خاصة وأنها تأتي بعد زيارة مماثلة لمالي، ما يعني أن العاهل المغربي يولي أهمية لدول جوار الجزائر؟ و يشير تنقل أهم وزراء الحكومة المغربية في هذه الزيارة الفريدة من نوعها إلى استعراض سياسي و ديبلوماسي، على اعتبار أن البلدين غير متجاورين والتبادلات التجارية بينهما لا تصل إلى ملياري درهم من الصادرات التونسية إلى المغرب ودون المليار من الصادرات المغربية، و فوق ذلك ليس للمغرب ما يقدمه لتونس اقتصاديا في الظروف الصعبة التي تمر بها. ولعل ذلك ما جعل الملك يتحدث عن دعمه للتحول الديموقراطي الذي تعرفه البلاد. ويبدو أن الجار الغربي يشعر بالضيق من التحركات الديبلوماسية الجزائرية في المنطقة، و استقبالها لوزراء خارجية عد الانحياز، فيحاول الظهور في الصورة، مع اختلاف في الأدوار، على اعتبار أن الجزائر تتحمل تبعات أزمات دول الجوار مباشرة في حين يحاول المغرب «الاستثمار» فيها فقط. للإشارة فإن زيارة الأيام الثلاثة التي قام محمد السادس إلى تونس كانت بدعوة من الرئيس منصف المرزوقي الذي تربطه علاقات «خاصة» بالمملكة التي عاش فيها مرحلة شبابه ودفن والده بها. وتتقاسم أطراف السلطة في تونس ببراغماتية الأداء الديبلوماسي، وظهر ذلك من خلال تعامل الحكومة مع الجزائر والرئاسة مع المغرب. ق-و