أودع زبائن المتعامل التاريخي للهاتف الثابت والأنترنت "اتصالات الجزائر" عشرات الشكاوى تتعلق بالعرض الجديد الذي أطلقته الشركة "إيدوم" لزيادة سرعة تدفق الأنترنت، معتبرين أنها تقوم بخرق واضح للقانون التجاري من خلال ممارسة "البيع التحتيمي"، بإجبار الزبون على اقتناء جهاز مودام ويفي جديد ودفع شهرين مسبقين، رغم أن الخدمة مستقلة تماما عن الجهاز. مصطفى زبدي: "المجمع يصلح الانقطاعات بتجهيزات بدائية" حسب ما كشفه مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك وإرشاده في اتصال مع ”الفجر”، فقد راسلت الجمعية فور تلقيها جملة شكاوى المواطنين كلا من سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ”الأربيتي” ووزارة التجارة ”مصلحة الرقابة الإقتصادية وقمع الغش” لمطالبتها بفتح تحقيق استعجالي حول تجاوزات مرتكبة من قبل اتصالات الجزائر خلال تسويقها عرضها الجديد ”إيدوم” للأنترنت ذات التدفق العالي، والتي تسمح لهم بمضاعفة سرعة تدفق الأنترنت الذي أطلقته شهر ماي الماضي، إذ وحسب زبدي يجد مشتركو اتصالات الجزائر الراغبين في الاستفادة من هذا العرض ومضاعفة سرعة الأنترنت ”من 1 جيغا أوكتي إلى 2 جيغا أوكتي” في بيوتهم، ملزمين باقتناء جهاز مودام ويفي جديد ودفع مقابل شهرين مسبقا وكأنهم زبائن جدد، رغم أن زيادة سرعة تدفق الأنترنت لا تتعلق بجهاز المودام بتاتا، يضيف رئيس جمعية حماية المستهلك. ووصف ذات المتحدث هذا الإجراء بأنه ”تعسفي” ويهضم حقوق زبائن الطريقة الكلاسيكية للربط بالأنترنت من الحصول على خدمة أحسن، معتبرا إياه ممارسة تجارية غير قانونية كونه بيعا تحتيميا وجبريا للخدمة، يهدف إلى تسويق منتوجات الشركة على حساب تحسين الخدمة ”تدفق الأنترنت”. وأضاف ذات المتحدث، أنه وبعد تسويق الشركة لخدمة الويفي لمدة طويلة بثمن زائد عن الطريقة الكلاسيكية، رغم كون هذه الخدمة ميزة من ميزات جهاز المودام الخاص، ولاعلاقة لها بالتدفق إطلاقا، تطال التجاوزات حتى عروض الشركة. زد على ذلك فإن كثيرا من الزبائن يشتكون الانقطاعات المتكررة، ولايستفيدون من سرعة التدفق التي من المفروض أن يتحصلوا عليها، بل أحيانا لا يصلون حتى 10 بالمائة منها مما نرى فيه إخلالا بالتزامات الشركة تجاه هؤلاء الزبائن، مؤكدا أن الشركة تستعمل أدوات بدائية لإصلاح الانقطاعات وتعاني من نقص في اليد العاملة والمورد البشري في المجال. وما زاد الطين بلة، ما يحدث مؤخرا في الشبكة من بطيء شديد في تحميل التطبيقات ومحدوديتها التي لا تتجاوز أحيانا 20 كيلو أوكتي في الثانية، فإذا كان عرض النطاق الترددي غير كاف، نرفض أن يكون الزبون من يدفع الثمن دون اللجوء إلى بدائل تقنية أخرى يضيف زبدي مصطفى. وأردف قائلا إن الجمعية مستعدة للجلوس على طاولة الحوار بجدية مع اتصالات الجزائر لطرح هذه المشاكل، التي ترهق المواطنين خاصة أنها تملك جملة من الاقتراحات لطرحها على الشركة بهدف تحسين الخدمات المقدمة للزبائن. من جهة أخرى، وفي رده على قول المدير العام لاتصالات الجزائر أزواو مهمل مؤخرا أن ”جمعية حماية المستهلك قد وصفت الشركة ب”السلحفاة” وأن هذا الوصف لا يزعجها بتاتا كون السلحفاة تتقدم ببطء لكنها تصل إلى هدفها دوما”، يقول مصطفى زبدي إن مجتمعنا اليوم في صراع مع الزمن ولا يمكن للسلحفاة أن تبقى على حالها وتتقدم ببطء مثلما هو الحال اليوم، وإلا فعند وصولها إلى هدفها فلن تجد أحدا في انتظارها.