يتميز شهر رمضان بكثرة الاستهلاك، ما يفرز نفايات منزلية مضاعفة مقارنة بالأشهر الأخرى، وهو ما يضع عمال النظافة أمام تحد يزيده غياب الحس المدني لبعض المواطنين، خاصة إذا تحدثنا عن كمية النفايات المنزلية خلال شهر رمضان أين ترتفع بنسبة 200 إلى 500 طن في اليوم، زيادة على أيام فصل الصيف العادية ب 28 بلدية تغطيها المؤسسة، أي تصل إلى غاية 2500 طن، وهو ما يضح مصالح النظافة تحت ضغط كبير نظرا لحيوية الأسواق زيادة على عودة طاولات الباعة الفوضويين لتختتم بنفايات المواطنين.. الأسواق الفوضوية تضاعف معاناة الأحياء الشعبية تهدد النفايات والأوساخ المنتشرة في معظم أحياء وشوارع مختلف بلديات العاصمة كالحراش، باب الوادي وباش جراح.. صحة السكان الذين ضاقوا ذرعا من حالة الفوضى التي تعم بلديتهم وطالت الأسواق ومحطات نقل الركاب. إذ لا يختلف منظر البلديات ذات الأحياء الشعبية الواسعة، والتي تحتوي على أكثر من 05 أسواق بها، أين استقبل سكانها الشهر الفضيل بالروائح الكريهة والنفايات المتراكمة، ما يستدعي عملية تنظيف طارئة بها من قبل مؤسسة ”ناتكوم” باعتبارها المسؤولة عنها. وإذا عدنا إلى بلدية الحراش، فإن السكان اعتبروا أن الجهات المعنية مسؤولة عن انعدام النظافة التي أصبحت عنوانا مع حلول شهر رمضان الفضيل، حيث يشتكي قاطنو معظم أحياء بلدية الحراش من الانتشار المذهل للنفايات والأوساخ والغياب شبه الكلي لعمال النظافة، ما جعل من أهم الشوارع الرئيسية للبلدية مرتعا للقاذورات والأوساخ التي تبعث على التقزز لدى المارة والسكان الذين باتوا على مرمى حجر من كارثة بيئية حتمية إذا استمر الوضع على حاله، خاصة مع حلول الشهر الفضيل، أين تتضاعف أنشطة طاولات الباعة الفوضويين بكل مداخل الأحياء ومخارجها، ناهيك عن مواقع الأسواق التي تعرفها. وحسب السكان فإن تجمع الأوساخ والقاذورات طال حتى الساحات العمومية، علاوة على الفضلات التي تخلّفها الأسواق المنتشرة بالبلدية كسوق بومعطي وسوق الجملة ”الديكانز”، على غرار طاولات الباعة المتجولين، أين تنتشر فيه عمليات السطو والسرقة والاعتداءات، إضافة إلى الشجارات الدامية التي تنشب فيها والتي غالبا ما يذهب ضحيتها التجار وحتى الزبائن في بعض الأحيان في ظل غياب شامل للأمن، علما أن هذه الأسواق السالفة الذكر تعتبر من بين اكبر الأسواق المشهورة على يعد الأكبر بالجزائر العاصمة يأتونها من كل الجهات. ولا يختلف حال الأسواق عن حال محطات نقل الركاب المحاذية لسوق بومعطي، التي تعاني من الإهمال وانعدام النظافة، ما أدى إلى نشوء حالة من التذمر بين مستخدمي محطة النقل الحضري بالحراش الذين يفضلون انتظار حافلاتهم بعيدا عنها بسبب انتشار الروائح الكريهة.