تهدد النفايات والأوساخ المنتشرة في معظم أحياء وشوارع بلدية الحراش، الواقعة شرق الجزائر العاصمة، صحة السكان الذين ضاقوا ذرعا بحالة الفوضى التي تعم بلديتهم وطالت الأسواق ومحطات نقل الركاب. واستغرب السكان غياب السلطات المحلية التي جعلت انعدام النظافة عنوانا لبلدية الحراش مما حرمهم محيطا نظيفا يضمن صحتهم. ويشتكي سكان بلدية الحراش من الانتشار المذهل للنفايات والأوساخ والغياب شبه الكلي لعمال النظافة، وذلك ما جعل من أهم الشوارع الرئيسية للبلدية مرتعا للقاذورات والأوساخ التي تبعث على التقزز لدى المارة والسكان الذين باتوا على مرمى حجر من كارثة بيئية حتمية إذا ما استمر الوضع على حاله. وحسب السكان فإن تجمع الأوساخ والقاذورات طال حتى الساحات العمومية، علاوة على الفضلات التي تخلّفها الأسواق المنتشرة بالبلدية والتي تغرق هي الأخرى في حالة من الفوضى، كحال سوق ''الدي كانز'' الواقع بحي بومعطي الذي تنتشر فيه عمليات السطو والسرقة والاعتداءات، إضافة إلى الشجارات الدامية التي تنشب فيه والتي غالبا ما يذهب ضحيتها التجار وحتى الزبائن في بعض الأحيان في ظل غياب شامل للأمن، علما أن هذا السوق يعد الأكبر على مستوى الجزائر العاصمة. ولا يختلف حال الأسواق عن حال محطات نقل الركاب التي تعاني من الإهمال وانعدام النظافة، مما أدى إلى نشوء حالة من التذمر بين مستخدمي محطة النقل الحضري بالحراش الذين يفضلون انتظار حافلاتهم بعيدا عنها بسبب انتشار الروائح الكريهة ومناظر الأوساخ المقززة، إضافة إلى المتشردين الذين يحتلونها في وضح النهار. وأمام هذا الوضع المتردي يناشد سكان الحراش السلطات المعنية التدخل العاجل لانتشالهم من حالة الفوضى وغياب النظافة التي تغرق فيها أحياء بلديتهم.