من السنة النبوية إفطار الصائم ببعض التمرات وكوب من الماء أو الحليب. والإفطار على التمر، وإن لم يكن واجباً ملزماً، إلا أنه محبّذ. فالتمر يتميّز عن سواه من الفواكه بسهولة هضمه وسرعة مدّ الجسم بالطاقة، وهو أيضاً غنيّ بالسكّر البسيط من قبيل الفركتوز والدكستروز بالإضافة إلى البروتين سهل الهضم. ويتميّز التمر باحتوائه على نسبة عالية من الألياف الغذائيّة التي تمنع امتصاص الكولسترول السيء بالإضافة إلى كونها علاجاً طبيعياً ضد الإمساك. وغدا معروفاً أيضاً تأثير هذه الألياف في الوقاية من سرطان القولون. ويحتوي التمر كذلك على عدد هائل من مضادات الأكسدة التي تحارب الأمراض المزمنة والالتهابات، من أبرزها العفص أو التانين، التي تتّصف بالإضافة إلى خواصها المضادة للالتهاب بمقاومتها للنزف، ما يجعلها وسيلة مثاليّة لوقاية الحامل من خسارة الكثير من الدم أثناء الولادة. يحتوي التمر على معظم الفيتامينات المعروفة وبنسب عالية، كالفيتامين ”أ” الذي يفيد في الحفاظ على شبكيّة العين وحماية الأغشية المخاطيّة في الجسم، وفيتامينات ”ب” المختلفة والكاروتين، واللوتين، والكزانثين التي ثبتت فعاليتها في الوقاية من سرطانات القولون والثدي و البروستات والرئة والرحم والبانكرياس، وفيتامين ”ب 6”، والنياسين، والريبوفلافين الأساسيّة في استقلاب الأغذيّة، وفيتامين ”ك” الضروري لعمليّة التخثّر. ويحتوي التمر أيضاً على أكثر العناصر والمعادن الضروريّة، مثل الحديد الذي لا غنى عنه في نقل الأوكسجين إلى أنحاء الجسم كافة، والبوتاسيوم الذي يلعب دوراً هاماً في سلامة الأعصاب وإبقاء الضغط الشرياني ضمن الحدود الطبيعيّة، بالإضافة إلى الكالسيوم والمغنيزيوم والمنغنيز والنحاس اللازمة للحفاظ على صحة العظام وبنية الكريات الحمر، والخمائر المضادة للأكسدة، والكبريت العضوي المثبط للحساسيّة. وتعمد المراكز الطبيّة اليوم إلى وصف التمر بشكل متزايد لتقوية البنية العضليّة والعظميّة، ومعالجة الإمساك وغيره من اضطرابات الأمعاء، ومحاربة فقر الدم، ومقاومة الحساسية الفصليّة، وتنشيط القدرة الذهنيّة لدى المسنّين، والحفاظ على قلب وضغط سليمَين، وتقوية القدرة الجنسيّة، وتسهيل عمليّة الولادة، والوقاية من السرطانات.