يبدو أن حالات العنف والشغب والمشادات التي ميزت الوحدة الجوارية 14 بالمدينة الجديدة علي منجلي، صارت وللأسف الشديد بمثابة نموذج للعنف ومحاولة الخروج عن القانون لدى المرحلين من الأحياء الشعبية في ولاية قسنطينة ، حيث صار كل طرف يسعى لفرض منطقه على الآخر ولو كلَف ذلك خسائر مادية وحتى إصابة مواطنين بجروح . ما حدث في الوحدة الجوارية 14 طيلة أشهر كاملة سبب خسائر مادية واعتداءات على ممتلكات عمومية (مدارس ومتوسطات) وشخصية (تكسير وحرق مركبات) تكرر الأسبوع الماضي. هذه المرة خارج محيط علي منجلي ولكن في ثاني مدينة جديدة بالولاية رقم 25 ونعني بذلك المدينة الجديدة ماسينيسا المتواجدة بالخروب، حيث خرج شبان من السكان المرحلين من حي الأمير عبد القادر وحي بودرع صالح ليقوموا بأعمال شغب ومشادات ومناوشات في عز رمضان ولليلتين متتاليتين، وقد سجلت شجارات جماعية شارك فيها، حسب ما علمناه، أزيد من مائة شاب مدججين بالأسلحة البيضاء وبالحجارة والناتج أساسا عن لعب عيال كما يقال. حيث تطور شجار بين شابين بخصوص دراجة إلى ما يشبه المعركة بين أصدقاء كل واحد منهما قبل أن تتطور الأمور إلى ما يشبه المعركة بين مرحلين من الأمير عبد القادر (الفوبور) وبودرع صالح (لاسيتي)، ولولا تدخل عقلاء من الحيين المذكورين في مبادرة صلح الخميس الماضي لتوسعت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه. والخوف من تجدد المشادات يبقى يسكن المقيمين بالمدينة الجديدة ماسينيسا حسب ما ذكره بعض السكان. ومن المعلوم أن مدينة ماسينيسا بالخروب كانت قبل هذه الحادثة تعتبر هادئة ومريحة مقارنة بالمدينة الجديدة علي منجلي، ويكفي أن الكثير من سكان هذه الأخيرة فضلوا تغيير مساكنهم بأخرى في ماسينيسا، إلا أن ما حدث الأسبوع المنصرم يعيد طرح إشكالية تنامي الفوضى والشغب وهو ما يتطلب الضرب بيد من حديد من قبل الجهات الوصية لوضع حد لمثل هذه التجاوزات الخطيرة. يذكر أنه تم توقيف أزيد من 100 متورط في أحداث الوحدة الجوارية 14، ومنهم من يقبع حاليا في السجن. كما تم عقد اجتماع أشرف عليه والي الولاية مع ممثلين للمرحلين من فج الريح وحي عباس لإحتواء الوضع، وهو ما أعطى أكله نسبيا على اعتبار أن الوحدة صارت هادئة ولو أن بعض المناوشات التي تحدث من حين لآخر تخيف هي الأخرى المواطنين هناك.