دعت وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، الفاعلين في قطاع المسرح إلى تأسيس هيئة تشرف على التحضير للندوة الوطنية المزمع تنظيمها مع بداية الدخول الاجتماعي المقبل، والتي ستخصص لكل قطاع من القطاعات المرتبطة ب”الثقافة”، مشيرة إلى أنّ الدور المنوط بمصالحها هو مرافقة الفاعلين في مختلف المجالات الثقافية على تنظيم أنفسهم في إطار يسمح بتحديد الإشكاليات والعوائق التي تواجه القطاع، والعمل معا على حلها وليس العكس. وأكد بدورهم، المشاركون في جلسات الحوار التي خصصتها الوزيرة أمس الأول بالمكتبة الوطنية الحامة في العاصمة، للحديث عن قطاع المسرح في الجزائر واقع وآفاق، وعرفت مشاركة الفاعلين في هذا المجال من مسرحيين، كتاب سيناريو، مخرجين وممثلين، على وجود ضعف في الحركية المسرحية في الجزائر رغم وجود العديد من المهرجانات التي تعنى بالمسرح منذ عهد وزيرة القطاع السابقة خليدة تومي، ولكن هذه الكثرة لم تساعد على خلق حركية في المسرح بل أضعفته بسبب تفشي ظاهرة المحسوبية وغيرها من الظواهر التي وصفها هؤلاء ب”السلبية”، وهي مجمل المقترحات التي تقدم بها المشاركون في هذه الندوة التي سلطت الضوء على واقع المسرح في الجزائر. وشكلت مسألة غياب التكوين محور المداخلات التي استعرضها هؤلاء أمام وزيرة القطاع التي حاولت أن تركز في مداخلة لها على أهمية العمل بين المسرحيين بينهم، من أجل الدفع بالقطاع نحو الأفضل. كما جددت تأكيداتها على أهمية الحوار بين الفاعلين في هذا المجال من أجل تحديد الإشكاليات التي تواجه القطاع والعمل على أخذ المقترحات التي تقدم الحلول، وأكدت لعبيدي، في سياق متصل، على أهمية التكوين في المؤسسات المتخصصة الذي طالب به غالبية المشاركين في هذه المشاورات التي دعتهم إليها المشرفة الأولى على قطاع الثقافة في الجزائر. وكانت مسألة التكوين قد طرحت بشدّة من قبل المشاركين في هذه الندوة التي حاول كل طرف مشارك فيها أن يدعم وجهة نظره وفكرته تجاه قطاع المسرح بالجزائر، والذي اتفق المسرحيون المشاركون فيه على كونه يعاني من ظاهرة المحسوبية التي تفشت فيه وفي كل القطاعات المرتبطة بالثقافة في الجزائر، حيث دعا هؤلاء إلى ضرورة محاربة هذه الظاهرة بمساعدة ودعم الوزارة وليس بعيدا عنها، كما اقترحت الوزيرة. هذا وأعد مهنيو المسرح ومصممو الرقصات الإيقاعية، في هذا اللقاء، مخطط عمل لاسترجاع مكانة وحركية الفنون المسرحية، حيث شهد اللقاء وضع الخطوط العريضة لهذا المخطط من قبل المهنيين الذين قدموا بأعداد كبيرة للمشاركة في المشاورات المعمقة التي أطلقتها وزارة الثقافة عشية انعقاد الندوات الوطنية المقررة لكل اختصاص فني للتمكن من إعداد سياسة ثقافية تقوم على الإشراك المباشر للمعنيين، وتنجم الاقتراحات العديدة التي قدمها مختصون في المسرح ومصممو الرقصات الإيقاعية الذين قبلوا دعوة وزيرة الثقافة عن التقييم الذي أجراه كافة المتدخلون وصرح الفنان الكوميدي عبد الحميد ربيع أن “المسرح الجزائري فقد جوهره وأن الجمهور لم يعد يعرف نفسه في الأعمال المنجزة”، وتم إبراز غياب”النص” المسرحي الإبداعي الذي نتج عنه غياب الجمهور من قبل المشاركين وكذا من قبل وزيرة الثقافة التي تساءلت حول “كيفية التعبير عن تعقد الحياة على الخشبة“ و”كيفية إلحاق المسرح إلى المدرسة والمصنع والجامعة “، ويتعلق هذا الركود بنقص التكوين الذي يميز كل مراحل الإبداع في الكتابة والإخراج، وأكد الكاتب المسرحي سليمان بن عيسى في هذا الشأن أن “الجزائر تتوفر على قدرات هائلة” ينبغي توجيهها نحو الثقافة الوطنية، وتهدف الاقتراحات التي عرضت خلال النقاش الذي جرى بين مهنيي الخشبة وزيرة الثقافة إلى تطوير المسرح الجواري من خلال تفعيل الشركات المسرحية أو من خلال إنشاء وكالات لدعم تشغيل الشباب في مجال الثقافة.