قطر "متصهينة" والسعودية أقامت حلفا استراتيجيا مع إسرائيل بسبب الشيعة المبادرة المصرية والقطرية تستجيبان لمطالب تل أبيب أكد أمس، خالد بن إسماعيل، عضو المؤتمر القومي العربي ورئيس تنسيقية مناهضة التطبيع مع إسرائيل، في محادثة هاتفية مع ”الفجر”، أن الجزائر يمكنها أن تفعل أكثر لنصرة القضية الفلسطينية رغم وصفه لموقفها ب”المحترم” في ظل تآمر عربي على غزة، بقيادة قطر والسعودية، اللتين عقدتا حلفا استراتيجيا مع إسرائيل بحجة مواجهة المد الشيعي، في الوقت الذي أبدى تخوفه من التغلغل الصهيوني في الجزائر عبر قرار إعادة فتح معابد اليهود. تشهد غزة جريمة إسرائيلية وسط صمت عربي مريب حول العدوان الصهيوني، كيف تقيمون الموقف الجزائري؟ موقف الجزائر مشرف ومحترم مقارنة مع ما يجري في العالم العربي، والجزائر لوحدها لا حول ولا قوة لها، لكن موقفها صارم منذ عقود في قضية فلسطين ورافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، والجزائر يمكن أن تفعل أكثر من هذا لنصرة القضية، بالترخيص للمظاهرات المؤيدة في أرجاء الجزائر. وعلى العموم الموقف الجزائري لم يتغير، بل تغير الجو العام كموقف الجامعة العربية والعالم الغربي المتدخل لنصرة إسرائيل، ومثلما تردد الجزائر إنها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة فالغرب يرددون أنهم مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة. والأمر الإيجابي في القضية هو رد فعل المقاومة الفلسطينية في غزة، حيث تمكنت من تدريب قوات خاصة، ما مكنها من التأثير على مجريات الأحداث الحالية في غزة، بينما لحد الآن إسرائيل لم تحقق أهدافها من العدوان. والهدف من تكرار الهجومات على الفلسطينيين منذ عام 47، هو بقصد التصفية العرقية، حيث بدأت العملية لدى الكيان الصهيوني من 56 إلى 67 و2009 والآن 2014، وللأسف يتم ذلك بتواطؤ من الأشقاء العرب. من هم هؤلاء المتواطئون المتآمرون مع الكيان الصهيوني على شعب فلسطين؟ كل العرب ”المطبعين” مع إسرائيل ولهم علاقات تجارية معها ودول أخرى لا تقيم علاقات معها، وهي دول الخليج، على رأسها قطر والمملكة العربية السعودية، وفي حقبة تاريخية أقامت هذه الأخيرة حلفا استراتيجيا مع إسرائيل لمواجهة المد الشيعي لتخلق بذلك ما يعرف بالصراع السني الشيعي. والنقطة الأخرى المهمة هي الإطاحة بعد التآمر بسوريا، التي دخلت في دوامة من الحرب الأهلية، فقبل انهيارها كانت تقدم المساعدة للفلسطينيين بالأسلحة قبل 2011. أطلقت القاهرة والدوحة مبادرتين كل على حدة لإنهاء ”وقف إطلاق النار في غزة”، ما حقيقة المبادرتين؟ المبادرة المصرية والقطرية إذا لم تأخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب الفلسطيني فهي فاشلة، بل نلاحظ أنها تستجيب لمطالب إسرائيل، لأنها هي من طالبت بالخروج من مأزق الحرب. وللإشارة فإن مصر لا حول ولا قوة لها نظرا لتطبيعها المعلن في كافة المجالات، بمقابل قطر التي لها دور متصهين. تزامن العدوان الصهيوني على قطاع غزة مع إعلان وزير الشؤون الدينية والأوقاف قرارا يقضي بإعادة فتح المعابد اليهودية في الجزائر، وهو ما أدرج ضمن خانة ”التطبيع الناعم” مع إسرائيل. هل هذا صحيح؟ أولا هو وزير الشؤون الدينية وليس وزير الشؤون الإسلامية، يعني كل الديانات الثلاث، المسيحية واليهودية إلى جانب الإسلام، فأيضا للمسلمين في الخارج الحق في بناء مساجد والعبادة في دول غربية، لذا فالقرار محترم، لكن الشيء المتخوف منه، هو التغلغل الصهيوني عبر المعابد. إذن القرار يخدم اليهود على قلتهم المتواجدين في الجزائر؟ نسبيا نعم، لكن خوفهم من الاضطهاد في الجزائر يمنعهم من الظهور علانية، لذلك لا يمكن أن نقدر عددهم. ولما أدرت ندوة خاصة بالتنسيقية قبل سنوات، جاءني طالبين للكشف عن انتمائهما وأصولهما اليهودية، وأكدا أنهم يهوديان أبا عن جد، حيث أرجعوا إخفاء ذلك إلى مخاوفهم من الاضطهاد.