اتجه 53 مليون تركي إلى صناديق الاقتراع، صباح أمس، لاختيار رئيس جديد بشكل مباشر لولاية تستمر خمس سنوات، عكس ما جرت عليه العادة سابقا عن طريق البرلمان، والتي من المتوقع أن تفضي إلى فوز رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، الذي تخشى المعارضة من استمرار حكمه. ويأمل رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان الفوز من الجولة الأولى للسباق الرئاسي الذي يتنافس فيه ثلاثة مرشحين، من بينهم أكمل الدين إحسان أوغلو مرشح حزبي ”الشعب الجمهوري” الذي ينتمي إلى تيار يسار الوسط و”الحركة القومية” اليمينية المتطرفة، وهو الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، ويأمل المترشح الثالث صلاح دميرتاش الكردي في حشد أصوات من اليسار من خلال برنامجه الليبرالي الذي يركز على حقوق الإنسان، وهو أول كردي يسعى للفوز بمنصب الرئاسة. ويحق لنحو 53 مليون مواطن تركي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأولى من نوعها، حتى حدود الساعة الثانية بعد الزوال بتوقيت غرينتش، وينظر إلى الانتخابات الرئاسية التركية في جوانب كثيرة على أنها استفتاء على شعبية رئيس الوزراء، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى وجود حالة انقسام بين الأتراك بشأن أدائه، على أن تجرى جولة ثانية في 24 أوت إذا لم يحصل أحد المرشحين الثلاثة على أكثر من 50 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى. وما لم تحدث مفاجأة، فمن المفترض أن يفوز رجب طيب أردوغان في هذه الانتخابات ومن الدورة الأولى، ليتمكن بذلك من مواصلة التحولات في البلاد وفق مفهومه الإسلامي المحافظ وهو في سدة الرئاسة، حيث تؤكد نتائج آخر استطلاع للرأي أجراه معهد ”كوندا” أن زعيم حزب العدالة والتنمية سيحصل على 57 بالمائة من الأصوات مقابل 34 بالمائة لاحسان أوغلو وتسعة بالمائة لدميرتاش. واختتم أردوغان حملته الانتخابية يوم السبت بدعوة أنصاره إلى التصويت بكثافة لتوجيه ”صفعة ديمقراطية” إلى خصميه، مؤكدا أن نجاحه سيعمل على ولادة تركيا جديدة. ويخشى منافسا أردوغان من أن يعطي النظام الرئاسي على نمط تنفيذي مزيداً من السلطات لشخص يتهمونه بأنه أصبح مستبداً بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث يشكل فوز أردوغان في الجولة الأولى عاملاً مهماً من الممكن أن يتيح له تحقيق هدفه الخاص بإجراء تغييرات دستورية لدعم الرئاسة.