اضطرت العديد من العائلات القاطنة بدوار عين النياطي التابع لبلدية مدغوسة بولاية تيارت، للهجرة نحو المدينة، في حين يعيش ما تبقى منهم في عزلة تامة وتهميش، جراء غياب ضروريات وتبقى من أهم مطالب 60 عائلة المتبقية بتلك المنطقة. فسكان دوار عين النياطي يعتمدون في عيشهم على الفلاحة بنوعيها، زراعة الحبوب وحقول الخضروات وكذا تربية المواشي وتربية الدواجن، فرغم توفر المنطقة على المياه يبقى مشكل تدهور وضعية الطريق الذي يربط الدوار بالطريق الولائي رقم 2 على مسافة 7 كلم متدهور وفي الشتاء يستحيل أن تسلكه المركبات وحتى الجرارات والدواب، وهو ما أثر بشكل سلبي في نشاط سكان الدوار، زاده مشكلة غياب الكهرباء الريفية، حيث يعتمد السكان على نقل مادة المازوت للتدفئة. هذا الوضع أثر بشكل سلبي على النشاط الفلاحي للسكان وخاصة مربي الدواجن والذين يتكبدون خلال فصل الشتاء خسائر بالملايين جراء نفوق الدواجن وبسبب البرد وانقطاع الطريق والتي تمنع وصول مشتري الدواجن إليهم، حيث يتكبد بعضهم خسائر من 60 إلى 80 مليون لكل مربي ماشية خلال فصل الشتاء، الأمر الذي دفع بعضهم لتوقيف نشاط تربية الدواجن. هذه المشاكل سبق وطرحها سكان المنطقة على المسؤولين الذين توافدوا على تسيير البلدية وحتى السلطات الإدارية للدائرة، وفي كل مرة يتم تقديم وعود لهم، ببرمجة مشاريع لتعبيد الطريق المؤدي للدوار وبرمجة مشاريع توصيل الكهرباء الريفية، إذ أن المنطقة وفي حال توفير هذين المطلبين سيكون لهما مساهمة كبيرة في دعم نشاط تربية المواشي والدواجن بالولاية ودعم النشاط الفلاحي، حيث يتم إحصاء حوالي ألف هكتار من الأراضي الفلاحية المستغلة بالمنطقة وإلى حين تلبية تلك الضروريات تبقى الهجرة نحو المدن سبيلا وملجأ لمن تبقى من السكان للخروج من العزلة والتهميش.