حمّلت أحزاب سياسية السلطة مسؤولية تفاقم ظاهرة العنف في الملاعب، الذي راح ضحيته أول أمس مهاجم شبيبة القبائل الكاميروني ألبير إيبوسي بوجونغو، منتقدة السياسة التي تتعامل بها هذه الأخيرة مع فئة الشباب. واستنكر الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في تصريح ل”الفجر” مقتل مهاجم شبيبة القبائل ألبير إيبوسي الذي أصيب في رأسه أثناء رشق جماهير شبيبة القبائل للاعبين بالحجارة، أول أمس خلال المباراة التي جمعت شبيبة القبائل باتحاد العاصمة بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، وأرجع تفاقم جرائم العنف في الملاعب إلى عجز السلطة عن وضع حد لهذه الظاهرة، محذرا من أن تتحول أعمال العنف والشغب في المجتمع الجزائري إلى كابوس يهدد أمن واستقرار البلاد، معتبرا أن الضغط الاجتماعي الذي يعيشه المواطن من أهم الأسباب التي أدت إلى تفاقم هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا. كما حمل المكلف بالإعلام في حركة مجتمع السلم، زين الدين طبال، السلطة مسؤولية تفاقم ظاهرة العنف في المجتمع الجزائري بصفة عامة وبالملاعب بصفة خاصة، منتقدا في تصريح ل”الفجر” السياسة التي تتعامل بها السلطة مع فئة الشباب، مستطردا بأن الدولة تتعامل مع الشباب وكأنهم مراهقون وتوفر لهم كل الوسائل الترفيهية كتنظيم مخيمات صيفية وخرجات سياحية، صارفة النظر عن الحلول الجذرية كالإدماج في المجتمع من خلال الاهتمام بجانب التكوين وفتح مناصب الشغل وغيرها من التي من شأنها تخلق جيل صالح متشبع بالقيم والأخلاق. وأكد طبال شجب حركة مجتمع السلم لمثل هذه التصرفات التي لا تمثل الشعب الجزائري ولا المناصرين الشرفاء، كما دعا القائمين على الرياضة في الجزائر والسلطات العمومية إلى المبادرة بسياسات وبرامج لمواجهة العنف في الملاعب، وتطالبهم بتحمل مسؤولياتهم أمام هذه المظاهر الغريبة على ديننا وقيمنا ومجتمعنا. وطالب الناطق الرسمي لحمس بغلق ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو لمدة سنة على الأقل، خاصة بعدما وصل العنف إلى درجة إزهاق النفس، مشددة على ضرورة المعالجة الجذرية لمثل هذه القضايا. ومن جهته ندد رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، بمقتل مهاجم شبيبة القبائل ألبير إيبوسي، وافاد في تصريح ل”الفجر” بأن ”جرائم العنف في الجزائر تدق ناقوس الخطر”، مذكرا باستفحال ظاهرة اختطاف الأطفال في الفترة الأخيرة وبمختلف أشكال العنف سواء اللفظي أو الجسدي أو النفسي التي ظهرت مؤخرا في المجتمع الجزائري، داعيا السلطة إلى إجراء دراسة جادة لتحديد أسبابها ووضع استراتيجية وطنية للحد من هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا.