يثبت ”الفيس بوك” في كل مرة انتصاره على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، بالرغم من أن خدمة الانترنت لا تزال ضعيفة مقارنة بمطالب شباب اليوم، الا أن عدد مستخدمي الانترنت بالجزائر فاق مليوني مستخدم. كشفت دراسة أجراها موقع ”فيس بوك” عن إحصائيات توضح أن عدد مستخدمي الانترنت بالجزائر وصل إلى أكثر من مليوني مستخدم، أي بنسبة 6 بالمائة من مجموع عدد سكان الوطن، كما تم تصنيف الجزائر في المرتبة 52 عالميا والسادسة على المستوى العربي، بعد مصر( 7.2 مليون مستخدم)، والسعودية (3.8 مليون مستخدم)، والمغرب(3.4 مليون مستخدم)، ثم تونس والإمارات بنفس النسبة (2.2 مليون مستخدم)، كما تظهر نفس الدراسة أن 90 بالمائة من المستخدمين لا تقل أعمارهم عن 44 سنة، لتكون نسبة الرجال مقدرة ب 68بالمائة والنساء 32بالمائة. لتكشف كلية دبي للإدارة الحكومية عبر تقرير الإعلام الاجتماعي العربي، أن 8 بالمائة فقط من الجزائريين يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي ”فيس بوك”، لتكون هذه النسبة ضعيفة مقارنة مع عدد من دول الجوار مثل تونس والمغرب. اختراق البيانات الشخصية يحد من شعبية ”الفيس بوك” في حين أعطت المصادر السالفة الذكر أرقاما عن واقع ”الفيس بوك” من ناحية عدد المستخدمين، فقد كشفت دراسة حديثة أعدتها ”ميديا كوم” وهي شركة جزائرية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن 66 المائة من مستخدمي الشبكة العنكبوتية بالجزائر مدمنون على الانترنت، لتبين الدراسة أن أنشطة وسائل الإعلام التقليدية والمتعلقة بمشاهدة الأفلام، والاستماع إلى الموسيقى والدردشة مع الأصدقاء هي الآن الأكثر اطلاعا وقراءة على شبكة الانترنت، مشيرة إلى وجود اختراق للشبكات الاجتماعية مثل ”فيس بوك” و”تويتر”، لتكون هذه أهم الأسباب التي تجعل الشباب يتعامل بحذر كبير مع أشهر المواقع التواصلية، فالاستعمال التقليدي له مبرراته الشخصية والاجتماعية، وهذا ما لمحناه من خلال آراء بعض من الشباب الذين كانوا رفقة بعضهم البعض داخل مقهى الانترنت، ليقول فيصل 24 سنة:” لا أستغرق وقتا طويلا في ”الفيس بوك”، كذلك لا أتفاعل مع الأصدقاء عبره، فأنا أتواصل معهم عبر ”السكايب” لأنه أكثر أمانا”، لتضيف حنان 27 سنة: ”كنت أتواصل مع أصدقائي عبر ”الفيس بوك” بشكل طبيعي، وحصل أن بعثت صورتي لأحد من الأصدقاء عبر البريد الشخصي، لأجدها بعد أيام تتداول من طرف أصدقاء من بعثت له الصورة، وهكذا أدركت أننا مجتمع لم يفهم بعد ثقافة استعمال هذا الموقع، خصوصا أنه من المستحيل أن تحصن نفسك من القرصنة مع من يجيدونها مع كل جديد”، ليقول يوسف موظف حكومي أنه فتح صفحة في ”الفيس بوك” من باب الفضول والاطلاع على الجديد، لكن سرعان ما أغلقه لأنه يظن ان الاستخبارات الأمريكية تستغل الموقع إلى جانب ”التويتر” للتجسس على حياة الناس. ومثلما شهد البريد الالكتروني في بداية استعماله مشاكل كثيرة، شهدها مستعملوالهاتف النقال، ليكون ”الفايس بوك” ضحية جديدة للقرصنة وسوء الاستخدام، وفي الوقت الذي يدرك المجتمع قيمة هذه الوسائل التي تسهل التواصل مع كل بعيد دون بخس حق القريب ستزول تلقائيا نظرة الريبة وستنال بلادنا مرتبة متقدمة أمام جاراتها.