الخبير دردوري يدعو للتوعية والتحسيس لمواجهة الجرائم المعلوماتية أكد الخبير في الأمن المعلوماتي، الدكتور عبد العزيز دردوري، على ضرورة إرساء قاعدة تكوين وتحسيس فعّالة في مجالات المعلوماتية وخدمات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لمواجهة التحديات والمخاطر الناجمة عن هذه الأخيرة كالاختراق الإلكتروني وقرصنة المعلومات والبيانات. وأوضح السيد دردوري خلال ندوة فكرية نشطها، أمس، بمركز ''الشعب'' للدراسات الاستراتيجية حول موضوع: ''شبكات التواصل الاجتماعي، تهديد أم فرصة''، أن السّبيل الوحيد لمواجهة المخاطر الإلكترونية المحتملة جراء استخدامات الأنترنت بصفة عامة ومواقع التواصل الاجتماعي على غرار ''الفايس بوك'' و''تويتر'' يكمن في ضرورة تحسيس وتوعية متصفحي هذه المواقع، لاسيما الشباب والمراهقين. وأضاف أن هذه التوعية لابد أن ترفق بإرادة سياسية جادة من قبل الجهات المسؤولة من خلال تخصيص برامج تكوين علمية تهدف لتعريف الشباب بشتى الأخطار المعلوماتية وكيفية تجنبها، إضافة إلى تلقينهم الطرق الخاصة بتأمين صفحاتهم الإلكترونية عبر شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي. وبعد أن قدّم المتحدث شروحات تقنية مستفيضة حول خدمات مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي عبر الأنترنت المقدرة بأكثر من 200 موقع وكيفية تأمينها وحمايتها حسب دراسات حديثة أجريت شهر جويلية الماضي، أشار إلى الاقبال المتزايد لمستخدمي الشبكة العنكبوتية على تصفح هذه المواقع، حيث قال: ''إن موقع التواصل الاجتماعي -فايس بوك- يحصي 700 مليون زائر في الشهر من مختلف أنحاء العالم فيما يحصي موقع تويتر 200 مليون زائر، بمعدل أعمار يتراوح بين 18 و50 سنة''. وتابع موضحا أن الجزائر تحصي حوالي 2 مليون و200 ألف مستخدم لشبكة التواصل الاجتماعي فايس بوك، حيث يتفوق في ذلك العنصر النسوي بنسبة 63 بالمائة مقابل 37 بالمائة بالنسبة للرجال. وهذا ما يعني -حسب الخبير- أن هذه الشبكات تتطلب تأمينا إلكترونيا خاصّا لكونها أكثر تصفحا واستخداما من المواقع الإلكترونية العادية التي غالبا ما يصعب اختراقها أو قرصنتها مقارنة بالفايس بوك أو تويتر. ومن جهة أخرى، تطرق الخبير في تأمين الشبكات المعلوماتية إلى واقع الثورات العربية وعلاقتها بوسائل الإعلام، لاسيما الإلكترونية منها، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبه الإعلام الإلكتروني عبر مواقع فايس بوك وتويتر وغيرها، سواء من ناحية تغذية أو مقاطعة هذه الثورات، كما اعتبر أن الوضع الحالي لم يمكن المتتبعين من تأكيد حقيقة هذا الطرح بشكل رسمي في إشارة منه إلى أطراف أجنبية ساهمت هي الأخرى في سيناريو هذه الثورات بحكم المصالح الاستراتيجية التي تربطها بها، كما اعتبر السيد دردوري أن استخدامات هذه الشبكات التواصلية سلاح ذو حدّين، يمكن من خلالها الحصول على المعلومات المطلوبة والتواصل مع الآخرين وتبادل الرسائل الإلكترونية من جهة، كما يمكن توظيفها في استخدامات الجرائم المعلوماتية وتسريب المعلومات الشخصية وتزييفها من جهة أخرى. للإشارة، فإن الدكتور عبد العزيز دردوري خبير في الأمن المعلوماتي ويشغل حاليا مدير شركة متخصصة في تأمين الشبكات المعلوماتية بالجزائر، كما يعد ضابطا متقاعدا بالجيش ودبلوماسيا سابقا اشتغل في العديد من الدول الأوروبية والعربية كخبير معلوماتي ومحلل سياسي.