حركة تقويم الأفالان:''سنُخرج بلخادم من الباب الضيّق'' أرسلت، أمس، تعزيزات أمنية إلى مقر جبهة التحرير الوطني بالعاصمة، لتطويق اشتباك محتمل بين المناضلين الذين نقلوا خلافاتهم إلى ''الجهاز'' الذي أغلقت أبوابه، وتوفير حماية إضافية للوزراء أعضاء المكتب السياسي الذين شاركوا في اجتماع وصف بالهام للمكتب. حوصر مقر الأفالان في ساعة مبكرة من يوم أمس من طرف شبان يطالبون برحيل الأمين العام عبد العزيز بلخادم، ومناضلين في قسمتي بوروبة وباش جراح بالعاصمة. وطالب مناضلون محسوبون على رئيس بلدية باش جراح بإعادته إلى منصبه كمسؤول محافظة، في حين طالبت مجموعة أخرى قيادة الحزب باحترام تعليمة جديدة بالإبقاء على محمد صديقي رئيسا للجنة المؤقتة، واختيار مرشحين جدد من غير المنتخبين الحاليين. وتفرق الجمع في حدود منتصف النهار بعد تدخل مدير الإدارة والمالية، حيث أبلغ الجناحين بأن قيادة الحزب قررت تجميد القرارات السابقة وتعيين مشرف ثالث على تسيير المحافظة إلى غاية انتخاب محافظ جديد. وانتقل إلى مقر الحزب أمس أعضاء في اللجنة المركزية وردت أسماؤهم في قائمة المعارضين، كما سجل عبد القادر زيدوك ومحمد الصغير قارة حضورهما وهما من رموز المعارضة في الحزب، حيث قاما بعملية استطلاع وتبادلا المجاملات مع موظفي الأفالان. وعقب انصراف المناضلين خرج أعضاء المكتب السياسي الذين أنهوا لتوهم اجتماعا وصف بالحاسم حضره عبد العزيز زياري، وزير الصحة الجديد، الذي قاطع نشاطات المكتب منذ دورة اللجنة المركزية لجوان. وغادر رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق مقر ''الجهاز'' لوحده بعدما حيا بعض المناضلين أمام الباب، فيما انصرف الوزراء عمار تو، والطيب لوح ورشيد حراوبية معا، على متن سيارة الأخير، بعدما كان كل واحد يهم بمغادرة المكان كل لوحده. بينما لم يشارك قاسة عيسى وعبد الرحمن بلعياط في اجتماع المكتب السياسي. وقالت مصادر من المكتب السياسي ل''الخبر'' إن الاجتماع انصب أساسا على الإعداد لندوة إطارات الحزب التي تعقد بتيبازة من 10 إلى 12 سبتمبر الجاري، ويقتصر الحضور فيها على أعضاء المكتب السياسي وممثل الحزب في الحكومة وغرفتي البرلمان، ومحافظي الحزب وبعض المدعوين. وأعلن معارضون للأمين العام للحزب مقاطعتهم لأشغال الجامعة الصيفية، احتجاجا على إلغاء الدورة الاستثنائية للجنة المركزية ووضع الحزب حاليا. وناقش أعضاء المكتب أيضا إستراتيجية الحزب في الانتخابات المحلية وتعليمة نظامية حول الترشيحات لهذه الانتخابات تتضمن شروط الترشح وآليات دراسة الملفات، وتسلم التعليمة يوم غد للمحافظين في لقاء عشية تنظيم الجامعة الصيفية. وتضم التعليمة، حسب مصادرنا، تكليف القسمات بدراسة ملفات المرشحين قبل رفعها إلى اللجنة الولائية التي تضم أعضاء اللجنة المركزية ونواب الحزب عن الولاية ومكتب المحافظة، في حين يتولى المكتب السياسي النظر في مصير قوام مراكز الولايات والدوائر الحضرية الكبرى. ''حركة تقويم الأفالان'' تحضّر 1500 مناضل لاقتحام مقر الحزب ''سنُخرج بلخادم من الباب الضيّق'' أفاد عبد الكريم عبادة، منسق ''حركة تقويم وتأصيل الأفالان''، أن الحركة ''لا تنتظر استقالة بلخادم من على رأس أمانة الحزب بقدر عزمها على إخراجه من الباب الضيق وإقالته، خلال الأيام القليلة القادمة''. وقال عبادة، أمس، في لقاء بالبروافية في ولاية المدية مع مناضلين من الأفالان، إن ''الاتصالات جارية مع ممثل المركزيين المنشقين عن تيار بلخادم داخل اللجنة المركزية، لتحديد الصيغة التي يتم بواسطتها اقتحام المقر المركزي للحزب، وتحضير ما لا يقل عن 1500 مناضل من قاعدة الحزب، لدعم الاعتصام المنتظر من طرف 220 عضو باللجنة المركزية، الذين تم جمع توقيعاتهم لسحب الثقة من الأمين العام''. ولم يخف عبادة الذي كان مرفوقا بخالد بن عيسى، عضو بالحركة، خشيته من موقف الأربعين عضوا باللجنة المركزية الذين انضموا مؤخرا إلى موجة ساحبي الثقة من بلخادم، على أساس أن انقلابهم على الأمين العام جاء متأخرا ويشتم منه رائحة الانتقام من بلخادم جراء خلافات شخصية مصلحية وليست سياسية تتعلق ب''التهديم الذي شهده الحزب على يد بلخادم''. ويرى عبادة أن الحزب فقد وزارات كثيرة في التعديل الحكومي الأخير، ''بسبب بلخادم''. مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية ''لم يقتنع بأغلبية الأفالان التي أفرزتها صناديق التشريعيات''. ودعا عبادة مناضلي حركته إلى ''التماسك حول فكرة تطهير الأفالان من تركة بلخادم، خلال الاستحقاقات المحلية القادمة والالتفاف حول ما سيفرزه اللقاء الوطني المنتظر بين المنسقين الوطنيين للحركة، لتحديد طريقة الترشح وإعداد قوائم الترشح للمحليات، دون تكرار الطريقة التي اعتمدت في التشريعيات''، مشيرا إلى أن خيارات الترشح ''تبقى براغماتية وبيد المترشح ذاته، بين الترشح في قائمة حرة، أو في حزب آخر أو بأي صيغة تكون فيها الأسبقية للحفاظ على الولاء للحركة وللأفالان من دون رائحة بلخادم''. المدية: ص. سواعدي