السؤال: ما الفرق بين البيع والربا خصوصا من حيث أثر الربا على حدوث التضخم فى الاقتصاد ككل؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. هناك عدة فروق بين البيع والربا، ومن أهم هذه الفروق: أولا: أن البيع حلال والربا محرم، قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)، البقرة، الآية 275 ثانيا: أن البيع معاوضة صحيحة خالية من أكل أموال الناس بالباطل، والربا زيادة لا يقابلها عوض، فهو ظلم، قال العلامة ابن العربي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: (معنى الآية: ”وأحل الله البيع المطلق الذي يقع فيه العوض على صحة القصد والعمل، وحرم منه ما وقع على وجه الباطل”. وقد كانت الجاهلية تفعله كما تقدم، فتزيد زيادة لم يقابلها عوض، وكانت تقول: إنما البيع مثل الربا أي: إنما الزيادة عند حلول الأجل آخرا مثل أصل الثمن في أول العقد؛ فرد الله تعالى عليهم قولهم، وحرم ما اعتقدوه حلالا عليهم). ثالثا: أن البيع جهد ونشاط وتحريك للاقتصاد، بينما الربا في الغالب ليس فيه جهد كبير، وليس فيه مهارة، بل ركود وهبوط. رابعا: أن الربا فيه استغلال لحاجة الفقير، ولذلك قابله الله سبحانه وتعالى بالصدقة فقال: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)، فقد أرشد القرآن في هذه الآية إلى أن الفقير أولى أن يتصدق عليه، من أن يضاعف عليه بسبب حاجته، والله تعالى أعلم.