جددت وزارة التربية رفضها لمقترح النقابات جمعيات أولياء التلاميذ الخاص بمنع البلديات من تسيير المدارس الابتدائية والتي اتهمت بفشلها في توفير الظروف الملائمة للمتمدرسين الأطفال، نظرا لإفلاس غالبيتها، قبل أن تؤكد الوزارة الوصية أنها تتكفل فقط بالشق البيداغوجي موضحة بأن قانون البلدية ”واضح” حيث أن التسيير المادي للمدارس الابتدائية تابع للبلديات (النظافة والصيانة والمطاعم والنقل والتدفئة). أكدت وزارة التربية الوطنية في بيان لها أن الوصاية البيداغوجية ”من الاختصاص الاستثنائي” لوزارة التربية الوطنية، مضيفة وبشأن هذه النقطة ”أطلق” تفكير بهدف ”تخفيف العبء الثقيل” الذي تمثله الأعباء اليومية المرتبطة بهذا التسيير المادي بالنسبة لمديري المدارس الابتدائية. وكان قد عبّر الوزير السابق عبد اللطيف بابا أحمد، عن نيته في سحب تسيير المطاعم المدرسية التابعة للابتدائي من البلديات المتهمة بحرمان الأطفال من أبسط حقوقهم ومن التغذية الجيدة، والتي تجبر أحيانا الآلاف من البقاء ببطون خاوية على مدار 7 ساعات، ما جعل الوزير يطرح المشكل على الأسرة التربوية في إطار مشاورات وتقييم إصلاحات التربية الذي باشره الوزير في المؤسسات التعليمية، بداية من فيفري 2013 حيث قال آنذاك الوزير بابا أحمد خلال الندوة الوطنية لمديري التربية لتحضير جلسات التقييم المرحلي للتعليم الإلزامي التي عقدت بوزارة التربية، إن ملف المطاعم المدرسية وسحبها من تسيير المجالس الشعبية البلدية قابل للنقاش، و”لما لا أن تسترجعها الوزارة الوصية لتكون تحت وصايتها إذا كان هذا مطلب ملحا من طرف الأسرة التربوية” وهذا قبل رفض المقترح من طرف وزيرة التربية الجديدة نورية بن غبريط والتي أشرفت على النتائج النهائية لمشاورات الإصلاحات التي أطلقها بابا أحمد وذلك في جويلية الماضي. وفي هذا الصدد عبرت وزارة التربية الوطنية عن ”عزمها الثابت” على إعادة إعطاء الطابع البيداغوجي والتربوي ”مكانته” ضمن صلاحيات مدير المدرسة الابتدائية. هذا فيما أكدت الوزارة في المقابل أنه لن يتم توظيف معلمات المدارس القرآنية لتأطير تلاميذ الطور التحضيري في المدارس العمومية. مضيفة أن ”مسألة توظيف معلمات المدارس القرآنية لتأطير تلاميذ الطور التحضري في المدارس العمومية لم تكن يوما واردة بل الأمر على العكس تماما إذ يتعلق الأمر بتزويد المدارس القرآنية بالخبرة العلمية والبيداغوجية الضرورية لتمكينها من أداء مهمتها النبيلة”. و حسب ذات المصدر فإن الأمر يتعلق أيضا بالشروع في تأطير المعلمات في مجال التكوين في طور التحضير، في هذا الشأن تمت مباشرة تفكير ”على أعلى مستوى” بين وزارتي التربية الوطنية والشؤون الدينية والأوقاف. وسيفضي حسب البيان إلى تنسيق ”أمثل” كفيل بالسماح للأطفال في سن التمدرس في الطور التحضيري باكتساب القواعد ”الضرورية” لنجاحهم في الطور الابتدائي.