كشف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أن الدستور القادم سيحمل تعديلات جوهرية تقضي بتنازل الرئيس على الكثير من صلاحياته لصالح الحكومة، ما يتبعه تغييرات هامة في هرم الدولة، موضحا أن تلك الاعتبارات هي التي ستجعل الدستور القادم يمر عبر البرلمان وليس بواسطة الاستفتاء، مشيرا إلى رحيله في أقرب الآجال، في رسالة موجهة للذين يعتمدون عليه ويعتبرونه هو الأفالان نفسه. وأضاف عمار سعداني، أمس، على هامش انطلاق عملية إعادة تجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني، في تعليق له حول اجتماع قيادة الحزب للنظر في ملف الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم، بعد التعليمة الرئاسية الخاصة بهذا الأمر، أن ”كل ما هو موجود خارج الإطار فهو ملغى”، ودافع عن عدم ترخيص رئيس المجلس فيما تعلق بمنع التكتل الأخضر من الالتحاق بهياكل البرلمان بنص المادة 13 من النظام الداخلي التي تحظر ذلك، وليس بحرمان العربي ولد الخليفة هؤلاء من المشاركة، لأنهم هم من اختاروا المقاطعة. وكرر سعداني على مسامع أنصاره، أنه سيرحل من منصبه كغيره، مشيرا إلى أنه ”من يعتمد على سعداني فسعداني سيرحل، ومن كان يعتمد على بلخادم فبلخادم رحل، ومن كان يناصر بن فليس فبن فليس قد رحل”، وأسقط الأمر أيضا على المرحومين بوعلام بن حمودة، وعبد الحميد مهري اللذين لم يستثنهما، وأبرز أن الولاء يجب أن يكون للحزب وليس لسعداني، ومن يعتمد على سعداني اليوم فسيبكي عندما يرحل سعداني. وتأتي تصريحات عمار سعداني الخاصة بالقول عن امكانية رحيله من على راس الحزب في ظل حديث معارضيه عن رحيله من الأمانة العامة للحزب على خلفية الشكاوى التي رفعها ضده بعض أفراد الجالية الجزائرية بالخارج، وشدد على أهمية تمسك نواب الحزب بالقانون الأساسي، معتبرا إياه كرخصة السياقة التي يتحرك بها المناضل في القاعدة ويستمد منها قوته، ودعا النواب للاحتكاك بالقاعدة لأن النائب بمثابة الواجهة التي تسوق الصورة الحسنة، مشيرا إلى أن الأفالان خرج من مرحلة الأزمة التي كان يمر بها، و”الحزب خرج من عنق الزجاجة والغوغاء انتهت”، مثمنا الدعم الذي يقدمه رئيس الحزب للأفالان.