"روس نفط" تتوقع ارتفاع سعر برميل النفط إلى 150 دولار في آفاق 2020 فند خبراء نفط عرب ما روجت له بعض التقارير الدولية حول تضرر الاقتصاد الجزائري جراء تراجع أسعار النفط، مؤكدين أن الجزائر في مأمن ما لم تتراجع أسعار النفط دون 30 دولارا للبرميل، حيث أنها لن تتأثر في المستقبلين القريب والمتوسط، بل بالعكس تماما ستحقق فوائض مالية مناسبة لهذا العالم وفي السنوات القليلة المقبلة. أكّد الخبير النفطي ووزير النفط الأسبق، عصام الجلبي، أن الجزائر لن تتأثر من الهبوط الراهن في أسعار النفط، مشيرا إلى أن موازنة الجزائر تقوم على أساس أن سعر البرميل الواحد من النفط سيكون 30 دولاراً فقط، وبالتالي فإنها لا تفترض إيرادات كبيرة من إنتاج النفط، بما يمكن الدولة من الإبقاء على فوائض مالية بدلاً من العجز. في مقابل ذلك توقع الخبير العراقي أن تصل بلاده إلى أزمة مالية وأن تدخل الموازنة العامة في أزمة عجز بسبب التراجع الكبير الذي طرأ في الفترة الأخيرة في أسعار النفط، بينما تقوم الموازنة العراقية على أساس سعر مرتفع. وأوضح الجلبي أن الميزانية في العراق تقوم على أساس أن متوسط سعر برميل النفط في العام 2014 سوف لن يقل عن 95 دولاراً، وهو ما يعني أن موازنة العام الحالي معرضة لأزمة ولعجز كبير في حال واصلت أسعار البترول مشوار هبوطها من الآن وحتى نهاية العام الحالي. ومن جهته، قال الخبير النفطي، كامل الحرمي، أن سبب انخفاض متوسط الأسعار عن 100 دولار للبرميل يرجع إلى التخمة الحالية الموجودة في أسواق النفط، موضحا أنه لولا هذه التخمة لتجاوز متوسط الأسعار 115 دولاراً بكل سهولة. ولفت إلى أن تلك المؤشرات تدل على ضعف معدل نمو الطلب العالمي والى وفرة إمدادات النفط وتشبع الأسواق رغم شبه توقف الإمدادات من ليبيا، وتوقف الولاياتالمتحدة عن استيراد النفط الخام من القارة الإفريقية، سواء من نيجيريا أو الجزائر أو أنغولا، مؤكدا أن ذلك التوقف الأمريكي حذا بتلك الدول التوجه إلى مناطق أخرى كالصين وأوروبا حيث ستنافس الدول الخليجية في أسواقها النفطية التقليدية. وأوضح أن الولاياتالمتحدة لا تزال تستورد يومياً نحو 8 مليون برميل من كندا والمكسيك وفنزويلا ودول الخليج العربي، إلا أن هذا النفط هو من النوعين المتوسط والثقيل اللذين لا يمكن إنتاجهما حالياً في الولاياتالمتحدة، لاسيما وأن المصافي الأمريكية مبرمجة لتكريرتلك النوعيات، إلى أن تتحول إلى استخدام النفط الخفيف المنتج محلياً، وهذا أمر يُحتمَل أن يستغرق 5 إلى 10 سنوات وتستغني بعدها الولاياتالمتحدة عن نفط ”أوبك” والخليج العربي. وحول أسعار النفط مستقبلاً، تحديداً خلال السداسي الثاني من السنة الجارية، حين يبدأ الاستهلاك المحلي في البلدان المنتجة بالانحسار مع انتهاء فصل الصيف، رجح الحرمي أن تظل أسعار النفط عند المتوسط الحالي إلا إذا ساءت الأمور السياسية والأمنية في العراق أكثر، خصوصاً في الجنوب، ما قد يؤثر في الصادرات. وأكد الخبير ذاته أن الإيرادات المالية للدول المنتجة للبترول ”أوبك” لن تتأثر في المستقبلين القريب والمتوسط، وستحقق فوائض مالية مناسبة لهذا العالم وفي السنوات القليلة المقبلة، لكن شريطة أن يبقى سعر برميل النفط قريباً من الرقم السعري المطلوب أي 100 دولار. ومن جهة أخرى، توقع رئيس شركة النفط الروسية ”روس نفط”، إيغور سيتشين، أن يبلغ سعر النفط خلال الخمس أو السبعة سنوات المقبلة مستوى يتراوح ما بين 140 و150 دولارا للبرميل. وأفادت مصادر إعلامية رسمية نقلا عن سيتشين قوله ”أنه يأخذ بعين الاعتبار أن الحقول المنتجة للنفط في الوقت الحالي آخذة بالتناقص لذلك سيتوجب على السوق تقديم السعر الذي يبرر الاستثمارات في الحقول الجديدة، وبناء على ذلك فإن سعر برميل النفط في غضون الخمس إلى سبع سنوات المقبلة سيبلغ مستوى يتراوح ما بين 140 و150 دولار للبرميل الواحد”. وكان قد توقع نفس المسؤول أن سعر النفط لن ينخفض دون مستوى 90 دولار للبرميل.