خرج خبراء ومختصون في مجال تطوير التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، أمس، خلال المنتدى الأول الذي نظمته مجلة ”أن تيك” الرائدة في مجال المعلوماتية والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، بضرورة تكثيف دورات التكوين والرسكلة وتحصيل الدعم المالي والبشري لمسايرة التطورات التي يشهدها المجال على المستوى العالمي. وأكد المشاركون، خلال المنتدى الذي نظمته مجلة ”أن تيك” بالتنسيق مع الموقع الإلكتروني ”برو - براس” بفندق ”السوفيتال” بالعاصمة أمس، والذي اختير له شعار ”إطلاق مؤسسة ناشئة.. وهم أو فرصة حقيقية جديرة بالاستغلال”، أن قطاع التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال حاليا يحوز على نسبة 5 بالمائة من نسبة النتاج الداخلي الخام، وهو في تصاعد مستمر عاما بعد آخر على صعيد القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، واستبشر المدير العام لمؤسسة سات لينكر ”علي كحلان” بنمو القطاع على المديين المتوسط والبعيد مع إقحام تقنية الجيل الثالث والرابع للهاتف النقال والثابت، مؤكدا أن توسيع وتكثيف عمليات استحداث المؤسسات الناشئة في قطاع التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، حيث بات أولوية مستعجلة، مع وعي السلطات العمومية بهذا الرهان من خلال نشاطها الدؤوب لتحفيز أصحاب المبادرات وحاملي المشاريع وتسخير أجهزة التمويل لمرافقة مسارات إنشاء واستحداث المؤسسات الناشئة في هذا المجال. وشدد الخبير ومؤسس الموقع الإلكتروني الشهير الأول بالجزائر ومنطقة شمال إفريقيا الخاص بالتوظيف بالجزائر ”أومبلوا تيك.كوم”، لؤي جعفر، على ضرورة تثمين وتكثيف العلاقات التشاركية وارساء تفاعل ايجابي بين المحيط الاقتصادي سواء الشركات ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال والشباب من أصحاب المشاريع والمبتكرات، مشيرا لتجارب عدة دول أعدت استراتيجيات واضحة المعالم تحمل أهداف محددة على المدى المتوسط والبعيد، وبالفعل تمكنت من تحقيق نسب نمو باهرة في مجال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال خلال العشريتين الماضيتين، مضيفا أن الجزائر تتمتع بإمكانيات هائلة تسمح بتحولها لقطب تكنولوجي رائد في المنطقة العربية والإفريقية،، مشيرا إلى ضرورة منح الأولوية حاليا للرأس مال البشري، المرافقة اللازمة واستغلال الشراكات الحالية الجزائرية الأجنبية في هذا المجال لنقل سريع وآمن للتكنولوجيات. من جهته، أوضح الخبير ومدير عام المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي، مولود كوديل، أن قطاع تكنولوجيات الإإعلام والاتصال يعيش حاليا في الجزائر حالة ”موتامورفوز” حقيقية، حيث يقفز عدد المؤسسات التي تستحدث في هذه الشعبة الاقتصادية الاستراتيجية بنسبة 4 إلى 5 بالمائة منذ سنة 2005، وهو رقم مهم بالرغم من التأخر الملفت مقارنة بالدولتين الجارتين تونس والمغرب، لتبقى إمكانية تحقيق الجزائر الأفضل بالنظر إلى عدة عوامل من ضمنها توفر الإمكانيات المالية واللوجيستيكية والكفاءات، والمطلوب فقط تحسين المحيط العام الذي تتفاعل فيه هذه المبادرات، وتحفيز حاملي المشاريع أكثر ومرافقتهم ومساندتهم تقنيا.