لاتزال ظاهرة سقي الأراضي الفلاحية بالمياه القذرة ببعض مناطق ولاية سطيف تثير مخاوف سكان من انتشار داء التيفوييد، على غرار ما تشهده الأراضي الواقعة بين بلديتي عين أزال وعين حجر بجنوب الولاية. حسب مصادرنا فإن بعض الفلاحين الذين لا يهمهم سوى الربح على حساب صحة المواطنين، تعمدوا سقي أراضيهم بالمياه القذرة، وهي العملية التي تتم أمام أعين الجميع، حيث يتم تحويل المياه القذرة إلى أراضيهم لسقي مختلف أنواع المحاصيل الزاراعية. وحسب المختصين فإن بعض المحتالين يلجأون إلى هذه الطريقة ليس فقط بسبب أزمة المياه بل لأن المياه الملوثة تساعد على النمو السريع للمحصول، لكن مع احتوائه لسموم قد تودي بحياة المستهلكين. والجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف هذا النوع من الاحتيال، حيث سبق لمصالح الدرك أن ضبطت في السابق مساحة شاسعة تقدر بحوالي 100 هكتار موزعة على كل من سطيف و مزلوق و قجال، أين اعتاد بعض الفلاحين المحتالين على استغلال مياه الصرف في سقي أراضيهم، وهي الظاهرة التي عرفت تفاقما في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت الوديان القذرة المصدر الأساسي للسقي. وقد أفضت العملية إلى توقيف 20 فلاحا وإحالتهم على العدالة مع اتلاف محاصيلهم الزراعية. وفي عملية سابقة تجرأ بعض الفلاحين على استغلال فضلات الإنسان كأسمدة التي تم الاستيلاء عليها من محطة تصفية المياه، حيث تساعد هذه الفضلات على نمو النبات بسرعة لكنها تشكل خطرا كبيرا على حياة المستهلك. يذكر أن تناول خضر مسقية بالمياه الملوثة يعني الإصابة مباشرة بداء التيفويد الذي يصنف في من الأمراض الخطيرة. يحدث هذا في الوقت الذي تخصص الدولة ما قيمته 200 مليار دينار سنويا لتدعيم الفلاحين، ورغم ذلك يفضّل البعض الاحتيال. ولا تعد منطقة بوسلام لوحدها تسقى بالمياه القذرة بل تم اكتشاف أراض زراعية شاسعة بين بلدي عين أزال وعين الحجر بجنوب الولاية، تسقى منذ سنوات بالمياه القذرة. وقد أكد لنا السكان انهم تقدموا بالعديد من الشكاوي إلى مصالح بلدية عين أزال لوضع حد لمثل هذه التجاوزات التي تهدد صحة السكان، غير أن الوضع بقي على حاله ولازال هاجس انتشار الأمراض الخطيرة أمام صمت السلطات.